خطبه 108-توانايى خداوند
الشرح: قوله عليه السلام كل شى ء خاشع له.ع- اى كل شى ء خلقه لانتفاع العباد به.فكيف ما شاء يصرفه على ما يقتضيه الحكمه و الصلاح، و منه يقوم كل شى ء و يبقى على ما هو عليه و قيل: اى هو قادر على اصناف المقدورات، فكل مقدور خاشع له.و كل شى ء قائم به: اى لا وجود لغيره من الموجودات الا باحداثه و ايجاده خصوصا للاجسام و اكثر الاعراض عند قوم.و افلت و نقص: كلاهما يكون لازما و متعديا.انت المنتهى لا محيص عنك: اى ينتهى العقول السليمه بوسائط النظر الى انه الله المعبود و المدلول، فان معرفه الدليل ينتهى الى معرفه المدلول.لا محيص عنه: اى لا مفر، و لا مهرب منه، الى غيره لكونه عالما بكل معلوم و قادرا على كل مقدور.ج- الوحشه: الخلوه مع الهملو عاينوا كنه ما خفى عليهم منك: اى لو ازداد علمهم بتفاصيل نعم الله تعالى لصغرت اعمالهم فى اعينهم، فكان يوجب زياده العلم زياده العمل، و قيل لو علموا من تفاصيل الجزاء ما لا يعلمونه الا لازدادوا اجتهادا فى العباده و الطاعه، و قال قوم يعنى لو بلغوا كنه معرفته تعالى فانه لا يبلغ مخلوق كنه معرفه ملكا كان او انسيا او جنيا اذ لا مثال له فى الشاهد حتى يستدل بالشاهد على الغائب، و انما يثبت قدمه و ذاته المنزهه بوسائط افعاله، و الفعل لا يدل على كنه معرفه الفاعل.قيل انه على الماهيه التى ثبتها قوم و كل يعمل على شاكلته، و يجر النار الى قرصه، و يبنى على مقتضى عقيدته.و لم يشتعبهم المنون: اى لم يفرقهم الموت، و تشعب بمعنى شعب.و رفعتهم عن ارضك: اراد الاشراف منهم و الا ففى الارض منهم كثير، و قيل: ان كان منهم على الارض لا يكون بطريق السكنى كبنى آدم، و انما يجى ء لامر ثم يعود الى السماء.و كنه الشى ء: غايته و حقيقته، و زريت عليه: اى عبت.من عشق شيئا اعشى بصره و امرض قلبه.و ذلك لانه اذا عشقه اعتقد فيه الكمال، فان كل كمال معشوق و من اعتقد فى شى ء انه كامل لا عيب منه لا يبحث عن عيوبه، و لا يسمع قول من ينبهه عليها فانه لو عرف عيوبه لما اعتقد فيه انه كامل، و لو لم يعتقد فيه انه كامل ما عشقه.و المادبه: الطعام الذى يودب اليه الناس اى يدعى الى اكله.سكره الموت: الم جسدانى، و حسره الفوت: الم روحانى كالهم و الحزن، و غيرهما.