خطبه 211-در ترغيب يارانش به جهاد
قوله عليه السلام: و الله مستاديكم شكرا: استاديته كذا طلبت منه اداه يعنى امركم باداء حقه من الشكر و مورثكم امره: كما قال تعالى: و اورثكم ارضهم و ديارهم و اموالهم و ارضا لم تطووها، و يجوز ان يريد بالامر الملك اى جعلكم ملاكا و ملوكا ذوى امر و نهى، و حل و عقد.و ممهلكم فى مضمار ممدود لتنازعوا سبقه: اى امهلكم و انظركم فى الدنيا بمنزله الافراس المضمره التى تسمن ثم ينقص من علفها قليلا قليلا الى ان تضمر و يخف لحمها فيكن اذ ذاك اقدر على العدو و السبق و المضمار الموضع و المده التى يضمر الخيل فيها و هى اربعون يوما اى حلافكم فى مضمار اعماركم، فتستعدوا للمسابقه و المنازعه فى السبق الى دار البقاء، اى جعل الدنيا مزرعه الاخره، فعليكم باعداد الزاد فشدوا عقد المازر شد عقد الازار كنايه عن الجد فى الامر و الانكماش و التشمير.و اطووا فضول الخواصر: من الطى و هو ضد النشر و الخاصره الشاكله و الخصر وسط الانسان و الفضول الزوائد و وجدت فى نسخه صحيحه اطروا فضول الخواصر، و الطر الشق و القطع، و منه الطرار و طرت يده اى سقطت، و يقال ضربه فاطر يده اى قطعها و انذرها يعنى اطووا او اقطعوا من ثيابكم، ما فضل و زاد على بدنكم، و هو كنايه عن المبالغه فى التشمير، عن ساق الجد ايضا لا يجتمع عزيمه و وليمه العزيمه الامر و قطع الراى على فعل مديده.و الوليمه طعام العرس يعنى ان شرائف الامور و كرائمها التى يعزم المرء على تحصيلها لا يتيسر بالسهوله و خفض العيش، بل لابد فيها من احتمال المشاق و اتعاب النفس و هذا قريب من قوله: لن تنالوا البر حتى تنفقوا، و قال يحيى بن اكثم: لا يدرك العلم براحه الجسم و هكذا سائر صفات الكمال و غيرها لا يحصل الا بجهد و عناء ثم اكد ذلك بقوله.ما انقض النوم لعزائم اليوم: يعنى من عزم فى النهار انه يصل الى المنزل يسرى الليل فاذا ذخل الليل نام فان ذلك يناقض عزمه و امحاء الظلم لتذاكير الهمم، يعنى اذا وقب الليل ادرك السارى طوارق الكسل، و غلب على قلبه حب الرفاهيه، فنام و نسى ما قد عزم عليه و هم به فيمحى ذلك من قلبه.