خطبه 214-تلاوت يا ايها الانسان
قوله عليه السلام: ادحض مسوول حجه الى آخره.دحضت حجته بطلت و دحضت رجله ذلقت.و قوله ادحض: خبر مبتدا محذوف اى هو ادحض و الضمير للمخاطب بتالايه قبله فى قوله: (ما غرك بربك).و ابرح: من قولهم: لقيت منه برحا بارحا اى شده و اذى، و برح به: اوقعه فى البرح.و جهاله: مفعول له او مفعول به على معنى جلب الى نفسه جهاله.و بل من المرض، و ابل اذا برا.يمض: يوجع، و بيات نقمه: اى هجوم عقوباته ليلا.تورط: وقع فى الورطه و هى الهلاك.و المدرج: المسلك، و اكثر ما يستعمل تورط مع فى، و هاهنا نزع الخافض.و طرف بصره يطرف طرفا: اذا اطبق احد جفنيه على الاخر الواحده من ذلك طرفه، يقال: اسرع من طرفه عين.متوازيين اى متساويين، و الازاء الحذاء و روى متوازنين من الوزن.و كاشفت: اظهرت، و روى العظات بالرفع و النصب، على نزع الخافض، و روى كاشفتك الغطا.و النقص فى قوتك روى بالصاد و الضاد، و تعرف الشى ء: طلب عرفانه، و الخاويه: الخاليه.قوله و ان السعداء بالدنيا غدا هم الهاربون منها اليوم.للناس حالتان حاله فى دار الدنيا و يعبر عنها بالمستودع، و حاله بعد الموت و يعبر عنها بالمستقر، قال الله تعالى: (و هو الذى انشاكم من نفس واحده فمستقر ومستودع) فالانسان فى كدح ما دام فى المستودع كما قال تعالى (يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه)، فالشقى من طلب الراحه من حيث لا راحه هناك، و هو دار الدنيا.قال الله تعالى: (يحسبه الضلمان ماء حتى اذا جاء لم يجده شيئا) فانهم طلبوا من الدنيا ما ليس فى طبيعتها، كما قال الشاعر: اريد من ذمتى ذا ان يبلغنى ما ليس يبلغه فى نفسه الدمن فلا جرم صاد مستودعهم بالاضافه اليهم مستقرا كما قال تعالى: (و لكم فى الارض مستقر و متاع الى حين) و السعيد من عرف ان الصحه و الغنيمه فى السفر، و ما التفت الى الدنيا و لذاتها و هرب منها الا مما يتبلغ به مراعيا فيه حكم الشرع، كما قال اميرالمومنين و اخبر الله تعالى عن ذلك حيث، قال: (و ما الحيوه الدنيا فى الاخره الا متاع)، و لم يركن الى الدنيا الا من جهل حقائقها و منافعها.و قد اخبر النبى صلى الله عليه و آله عن ذلك حيث قال: ما انا و الدنيا انما مثلى فيها كمثل راكب سار فى يوم صايف فرقعت له شجره، فنزل فقال فى ظلها ساعه، ثم راح و تركها، و قال عليه السلام: و من سكن قلبه حب الدنيا بلى بثلاث شغل لا يبلغ مداه و فقر لا يبلغ غناه، و امل لا يبلغ منتهاه.قال الله تعالى: (من كان يريد حريث الا
خره نزد له فى حرثه و من كان يريد حرث الدنيا نوته منها و ما له فى الاخره من نصيب).الراجفه: الزلزله و حقت بجلائلها القيامه: اى تحقق وجودها بعظايمها.و المنسك: حيث يذبح فيه النسايك اى الذلايح، و المنسك المتعبد حذ ما يبقى لك من قوله تعالى: (ما عندكم ينفذ و ما عند الله باق) اى خد من الدنيا الفانيه الثواب الباقى.