خطبه 138-اشارت به حوادث بزرگ
الشرح: قوله عليه السلام: يعطف الهوى على الهدى.عطف عليه: اى كرع هذه استعاره مليحه عن اخلاق ابناء آخر الزمان فانهم لا يدخلون بيت المطلب من بابه و يغرهم الشيطان، فاذا هموا بنصره الهدى فقد نصروا الهوى و اتبعوا اهوائهم لا يميزون بين اتباع الهدى و الهوى، و كذا فى الراى و القرآن فهم فى اختلاط مدح عليه السلام انسانا فقال: يعطب هو نفسه على هدى دينه لما اشتغل الناس بعكس ذلك و خلافه، و روى تعطف بالنون.(قلت: ظاهر هذين التاويلين يوهم تضادا و تنافيها بينهما و الجمع بينهما ان صاحب المعارج فسر قوله: اذا عطفوا الهدى على الهوى و صاحب المنهاج فسر قوله: يعطف الهوى على الهدى فاتحد المعنيان) ياخذ الوالى من غيرهما.قال صاحب المعارج: الضمير عائد الى قريش اى يكون العمال من غير قريش و ان كانوا ولاه عمالا على قريش و يجوز ان يريد من غير بلده مخصوصه كالكوفه و البصره، فيكون الامام العادل من غيرهما فيقهر عمال تلك البدله كما تقهر سائر الولاه.قال صاحب المنهاج: عنى بالوالى المهدى عليه السلام من غيرها اى من غير العشيره الذين الولاه منهم اليوم.على مساوى: منصوب المحل على الحال.يخرج الارض افاليد كبدها: كنايه عن الكنوز التى وردت الاخبار بظهورها له و الفلذ قطعه الكبد و الافلاذ جمعه، و الافاليذ جمع الجمع.و المقلاد: المفتاح، و السلم: الصلح، و هو هنا مصدر وقع موقع الحال.كانى به قد نعق بالشام: اشار الى بعض من يخرج فى آخر الزمان كالسفيانى و غيره.ع: نعق: اى نعر و الضواحى: الظواهر و النواحى.و فحص: اى قلب من فحص المطر النبات: اى قلبه و الضروس الناقه السيئه الخلق التى تعض حالبها يسنى اى يسهل.نعق الراعى بغنمه: ينعق، بالكسر نعيقا و نعاقا: اى صاح بها و زجرها و ضاحيه كل شى ء: ناحيته البارزه.الكوفه: الرمله الحمراء و بها سميت الكوفه و كوفان اسم لها ايضا من قول العرب تركهم فى كوفان اى فى عذاب و مشقه و دوران و امر مستدير، و الكوفه منبع الخلافه.و العناء: المشقه لذلك سمى به و عنى بالناعق المختار بن ابى عبيد و قيل عنى به الحجاج بن يوسف لانه كان بالشام ملازما لعبد الملك بن مروان، و ما انتقل المختار قط الى الشام و الحجاج هو انتقل من الشام الى مكه و قتل عبدالله بن الزبير، و عاد الى الشام، ثم فوض اليه عبدالملك اماره الكوفه.ناقه ضروس، يعض حالبها، و اذا كانت كذلك حامت على ولدها.فغرت فاغرته: اى علت كلمته من قولهم: افغر النجم اى الثريا اذا بلغ وسط السماء و من نظر اليه فغرفاه، و قيل يعنى انفتحت زهراته، و الفاغره نوع من الطيب.و الوطاه: موضع القدم و هى كالضغطه، و فى الحديث اللهم اشدد و طاتك على مضر ثقلت و طاته كنايه عمن يكون الناس منه فى تعب و عناء اخبر عليه السلام عن كثره القتل فى اهل الكوفه و تشريدهم فى البلاد، و تلك عقوبات دنياويه لهم لانهم آذوا اميرالمومنين عليه السلام و خالفوه فى امر الحكمين و ضيعوا بعده اولاده.فسلط الله عليهم اولا المختار بن ابى عبيده الثقفى، حتى قتل منهم من كان فى عسكر شمر بن ذى الجوشن و من حضر محاربه الحسين، ثم سلط عليهم مصعب بن الزبير حتى قتل المختار، و قتل منهم فى يوم واحد سبعين الفا ثم سلط عليهم الحجاج بن يوسف حتى اهلك و افنى اكثرهم و خرب الكوفه.عوازب احلامها: اى ما غاب عنهم من الراى الصائب فى باب الاحتياط، و التقوى و اتباع الائمه و العلماء.يسنى: اى يفتح و يسهل قال الشاعر: اذا الله سنى عقد شى ء تيسرا او من قوله تعالى: انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير.