فلا تعتدوها: اى تتجاوزوها.و لا تتنهكوها: من انتهاك الحرمه، و هو تناولها بما لا يحل.(و سكت لكم عن اشياء و لم يدعها نسيانا، فلا تتكلفوها).هذا رد على المجادلين الذين يكلفون انفسهم معرفه ما لم يكلفهم الله تعالى به و اراد بالسكوت، انه لم يذكر و لم يامر بالبحث عنه، فلا تتكلفوها اى لا تطلبوا حكمها، و حقيقتها.
حکمت 104
و ذلك لانه يعلم ما لا يحتاج اليه، فى الدين، و اهمل ما يحتاج اليه فيه، او علم بعض ما يجب عليه علمه، و لم يعلم بعضا، فاهلكه الجهل بالبعض، و لم ينفعه العلم بالبعض الاخر او فعل القبيح لغلبه شهوته، و لم يصرفه عن فعله علمه بقبحه فكانه جاهل قتله جهله لفقد انتفاعه بعلمه، و قيل اراد به علما يورث العجب و الخيلاء و طلب التعظيم من الناس، قال النبى صلى الله عليه و آله: آفه العلم الخيلاء، و من كان هذا حاله فعلمه وبال عليه.