خطبه 040-در پاسخ شعار خوارج
قوله عليه السلام لابد للناس من امير بر او فاجر.قال الامام الوبرى، الامير لا يحسن نصبه حتى يكون برا، و اما الفاجر فلا يحسن، فاما انتصابه بنفسه و توليه الامور و استيلائه كله محظور، و لكن الناس فى ولايته قد يكفون عن المظالم، و تعادى بعضهم لبعض، و استيلاء بعضهم على بعض، ففى ذلك سد لابواب الفساد عن الرعيه، و هذا كقوله النبى صلى الله عليه و آله: ان الله تعالى يويد هذا الدين بقوم لاخلاق لهم فى الاخره.قال قوم: لا تمتع بالوجود للانسان الا عند المشاركه، فالواحد لا يكفى صنعه ماكوله و مشروبه و ملبوسه بل يحتاج ان يعمل كل لكل يتكافون فيه، و ذلك بتمدن و اجتماع على احد، و اعطا، يفترض لاجله العدل الذى لا ينفك عن الاصطلاح و التواطو، فان كلا يرى ما له على غيره عدلا و ما لغيره عليه غير عدل: بل يحتاج الى متميز عن الناس و الاتباع كلهم بخواص يذعنون له بها.فذلك معنى قول اميرالمومنين لابد للناس من امير بر او فاجر، و هذا من مقتضى طبيعه الانسان لا من طريق الدين و الشرع، فان الدين لا يرضى الا برا، ثم انه عليه السلام عد خصال السلطان فقال: يبلغ الله فيها الاجل: و يروى الاجل و يجمع الفى و يذب عن الحوزه، بقتال العدو، و يامن به السبل: فلا ينقطع اسباب المعاش بسبب التجاره، و نقل الاطعمه من مكان الى مكان، و ياخذ حق الضعيف من القوى.ج- الامير البر: الحجه المعصوم، من قبل الله تعالى، و فى زمان الغيبه يويد الله هذا الدين بالرجل الفاجر، و قوله: و يبلغ الله فيها الاجل: بيانه فى الروايه الاخرى، و هى الى ان تنقطع مدته و تدركه منيته، و تحكيم الخوارج المراد به هنا قولهم: لا حكم الا لله: و اول من قاله البرك بن عبدالله و برك لقب له و اسمه الحجاج، و كان من روساء الخوارج.