اقرار اللسان، و عمل الجوارح و ان لم يكونا من حقيقه الايمان و ماهيته التى هى التصديق القلبى، الا انهما لشده تعلقهما به و فرط ملازمتهما له، و تاكد ورود الامر بضمهما اليها جعلا فى حكم الجزء منه لا تحديدا بل تحريصا على تحليته بهما، و تطويق عاطله بفوائق دررهما.
حکمت 219
اى على فوت ما يتمناه من الدنيا، و يهواه.(من تواضع غنيا لغناه ذهب ثلثا دينه).الدين هو الطاعه و محل الطاعه اما القلب، و اما اللسان، و اما سائر الجوارح، فمن تواضع غنيا بشخصه و اطراه و حياه بلسانه لاجل غناه فقد صار شخصه و لسانه طائعين، منقادين له، و كان من حقهما ان لا ينقاد او لا يطيعا الا الله تعالى (او من يامر هو بطاعته، و بقى قلبه، و هو احد الثلاثه فقد ذهب ثلثا الطاعه، فى حق غير الله تعالى) و بقى الثلث له و لم يرد بذلك ذهاب الايمان.و الحباطه: على ما تتخيله المعتزله، و من نسج على منوالهم لقيام الدليل القاطع، على بطلان التحابط، و قيل ان تعظيم الغنى لغناه ينبى ء عن حب الدنيا و حب الدنيا راس كل خطيئه، و ذكر الثلثين استعاره للاكثر.لهج قلبه بكذا اولع به و حرص عليه.و التاط: التصق و هم لا يغبه: اى لا ياتيه و لا يعتريه و قتادون وقت بل يلازمه.