خطبه 083-درباره عمرو بن عاص
الشرح: قوله عليه السلام عجبا لابن النابغه الى آخره.ع- روى ان اميرالمومنين عليه السلام دعا الى البراز بصفين، فبرز اليه عمرو بن العاص، فتجاولا فلما عرف عمرو انه على و لا طاقه له به، و قد حمل عليه على ليقتله القى نفسه عن فرسه و كشف عورته مواجها لعلى عليه السلام، فلما راى على ذلك غض بصره، فانصرف عمرو مكشوف العوره و نجا بسبب ذلك، فابن النابغه هو عمرو بن العاص و النابغه امه.قلت و قد روى الثقات ان بسر بن ارطاه خرج الى على عليه السلام يوم صفين، فحمل عليه على عليه السلام فسقط بسر على قفاه، و رفع رجليه فانكشفت عورته فصرف على عليه السلام وجهه عنه، فوثب بسر قائما، و سقطت البيضه عن راسه فصاح اصحابه يا اميرالمومنين انه بسر بن ارطاه.فقال على ذروه لعنه الله، فلقد كان معاويه اولى بهذا من بسر، فضحك معاويه من بسر ثم قال لا عليك يا بسر ارفع طرفك، و لا تستحى فقد نزل بعمرو مثل ما نزل بك و قد ادال الله له منك و ادال لك منه قال فصاح فتى من اهل الكوفه: و يلكم يا اهل الشام اما تستحيون لقد علمكم عمرو بن العاص كشف الاستاه ثم انشا يقول: افى كل يوم فارس ذو كريهه له عوره وسط العجاجه باديه يكف له عنه على سنانه و يضحك عنها فى الخلاء معاويه بدت امس من عمرو فقنع راسه و عوره بسر مثلها حذو حاذيه فقولا لعمرو و ابن ارطاه ابصرا سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه فلولا هما لم تنجوا من سنانه و تلك بما فيها من العود ناهيه و كان بسر ممن يضحك من عمرو، فصار عمرو يضحك من بسر.اخبرنى الشيخ الامام لاجل الافضل، نصيرالدين، ظهير الاسلام افضل العلماء عبدالله بن حمزه بن عبدالله الطوسى يديم الله سموه، عن الشيخ الامام عفيف الدين محمد بن الحسين الشوهانى، عن شيخه الفقيه على بن محمد القمى، عن شيخه المفيد عبدالجبار بن عبدالله بن على المقرى الرازى، و عن الشيخ الامام جمال الدين ابى الفتوح، عن المفيد عبدالجبار.عن السيد الامام الشريف ابى الرضا الراوندى عن الحبلى عن الشيخ الامام، عمادالدين، محمد بن ابى القاسم الطبرى عن الشيخ الامام ابى على بن ابى جعفر الطوسى اخبرنى عنهم كلهم عن الشيخ السعيد الاجل عماد الدين ابى جعفر الطوسى عن الشيخ المفيد محمد بن النعمان عن ابى عبدالله محمد بن عمران المرزبانى عن محمد بن اسحاق الاشعرى النحوى عن الوليد بن محمد بن اسحاق الحضرمى عن ابيه قال.استاذن عمرو بن العاص على معاويه بن ابى سفيان فلما دخل عليه استضحك معاويه
، فقال له عمرو: ما اضحك يا اميرالمومنين ادام الله سرورك، قال ذكرت ابن ابيطالب، و قد غشيك بسيفه فاتقيته و وليت فقال اتشمت بى يا معاويه، فاعجب من هذا اليوم، دعاك الى البراز، فالتمع لونك و الهت اضلاعك و انتفخ سحرك، و الله لو بارزته لاوجع قذالك، و ايتم عيالك و بزك سلطانك، و انشا عمرو يقول: معاوى لا تشمت بفارس بهمه لقى فارسا لا تغتلبه الفوارس معاوى لو ابصرت فى الحرب مقبلا ابا حسن يهوى عليك الوساوس و ايقنت ان الموت حق و انه لنفسك ان تمعن الركض خالس دعاك فصمت دونه الاذن اذ دعا و نفسك قد ضاقت عليه الامالس اتشمننى ان نالنى حد رمحه و عضضنى ناب من الحرب ناهس فاى امرء لاقاه لم يلق شلوه بمعترك تسفى عليه الروامس ابى الله الا انه ليث غابه ابو اشبل تهدى اليه الفرائس فان كنت فى شك فارهج عجاجه و الا فتلك الترهات البسابس فقال معاويه: مهلا يا اباعبدالله، و لا كل هذا، قال: استدعيته.قلت: و حين قرع هذا الكلام سمعى و تمكن فى سويداء قلبى سمع خاطرى بيتين بديهه و هما: نفسى فداء امام قد روى فيه هذا و اعظم من هذا اعاديه فمن يرم لخيار الخلق منقصه فذاك مثل سلاح الكلب فى فيه التلعابه: الكثير اللعب،
و التلعاب بالفتح المصدر.و المعافسه: المغالبه و عفسه ضربه على عجزه، و اعتفس القوم: اى اضطرعوا و قيل المعافسه و الممارسه بمعنى، و فى صحاح اللغه المعافسه: و فى الحديث و عافسنا النساء.يوتيه اتيه: يعنى تفوض اليه ولايه المصرين و الرضخ: العطاء ليس بالكثير.(ج- العرب قد تنسب الانسان الى امه اما لشرفها و اما لدناتها، قيل: و النابغه كانت مشهوره بالفجور و الخنا و قيل الباء تصحيف انما هى النائغه بالهمزه.) كان ابن العاس يحدث اهل الشام بانا انما اخرنا عليا لان فيه هزلا لاجد معه، كما كان ابوه العاص يقول: ان فى رسول الله سحرا.و الدعابه: المزاح و التاء فى تلعابه: للمبالغه.اعافس: اى الاعب النساء و اصارعهن، و العفس: ان يضرب برجله عجيزتها.و الممارسه: اشد المزاوله، و المغالبه و المزاح فيما ليس بمحظور محمود.و روى ان النبى صلى الله عليه و آله قال لعجوزه كبيره: ان العجائز لا يدخلن الجنه، فبكت، فتبسم و قال: ان الله يجعلهن شباب، ثم يدخلهن الجنه فاهل الجنه شباب جردمرد ان الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنه.و الال: العهد و القرابه، روى ما خذها و ماخذها، على الواحد و الجمع و حاله عمرو هذه مشهوره، و قد نظمها الشعراء قال ابوفراس.و لا خير فى دفع الاذى بمذله كما ردها يوما بسوئته عمرو و اكبر: بالرفع و النصب و نصبه احسن ليكون ان تمنح اسم كان.