خطبه 003-شقشقيه
قال ابن عباس: فو الله ما اسفت على كلام قط كاسفى على ذلك الكلام ان لا يكون اميرالمومنين عليه السلام بلغ منه حيث اراد.شرح الخطبه المقمصه المعروف بالشقشقيه: قد وجدت لهذه الخطبه خاصه شرحا املاه السيد الشريف الاجل المرتضى علم الهدى ذو المجدين، على بن الحسين الموسوى قدس الله روحه فاوردته بحاله، و كماله فان كل الصيد فى جوف الفراء.قال: قوله: لقد تقمصها: اراد انه لبسها و اشتمل عليه كما يشتمل القميص على لابسه.قوله: و انه ليعلم ان محلى منها محل القطب من الرحى.اراد ان امرها على يدور و بى يقوم و انه لا عوض عنى فيها و لا بدليل منى لها، كما ان قطب الرحى، و هو الحديده الموضوعه فى وسطها، عليها مدار الرحى، و لولا هى لما انتظمت حركاتها، و لا ظهرت منفعتها.ينحدر عنى السبيل: كلام مستانف، اى انى عالى المكان بعيد المرتقى، لان السبيل لا ينحدر الا عن الاماكن العاليه، و المواضع المرتفعه ثم اكد ذلك بقوله: و لا يرتقى الى الطير: لانه ليس كل مكان علا عن استقرار السيل عليه.و اقتضى تحدره عنه يكون مما لا يرقى اليه الطير، فان هذا يقتضى بلوغ الغايه فى العلو و الارتفاع.لكنى سدلت دونها ثوبا: اى القيت بينى و بينها حجابا يعنىعزفت عنها.و تنزهت عن طلبها، و حجبت نفسى عن مرامها و كذلك قوله: و طويت: عنها كشحا: و معنى الكلام انى اعرضت عنها.و عدلت عن جهتها، و من عدل عن جهه الى غيرها فقد طوى كشحه عنها، لان الكشح الخاصره، بيد جذا اى مقطوعه، و الجذ: القطع و يحتمل ان يروى جذاء بالزاء معجمه، و هو القطع ايضا قال الطائى: ان الجهاله امها ولود و ام العقل جزاء حايل و الطخيه،.الظلمه و ليله طخياء مظلمه، و هاتا: لغه يجرى مجرى هذى و هذه، و احجى اولى، و الشجى ما اعترض من الحلق.و التراث الميراث، و لا يسمى الملك تراثا حتى يكون قد ورثه عن غيره، و اراد بالثراث حقه من الامامه و خلافه الرسول عليه السلام الذى ورثه عنه عليه السلام بنصه و اشارته اليه.نهبا: اى متقسما و متوزعا، متداولا.ج- ارتاى: اى اجيل رايى، و اليد المقطوعه كنايه، عن قله الناصر.طخيه عمياء اى ظلمه لا يكاد يبصر فيها الدين و نكر لفظه مومن شياعا يستقيلها: اراد ما قاله الاول اقيلونى و لست بخيركم فى جماعه: هو اصحاب الشورى السته، طلحه و الزبير، و عبدالرحمن بن عوف، و سعد بن ابى وقاص، و عثمان، و على عليه السلام، ع- قال بعض الشعراء فى هذه الخطبه: كلام الامام اما الكلام كنشر الخزامى وصوب ا
لغمام ارتاى: افتعل من الراى اى ادبر و افكر جذا بالجيم و الحاء اى مقطوعه عميا يجوز ان يكون من العمى، و هو رمى الامواج (القذى) اى طخيه يرمى الناس الى الهلاك كما يرمى الموج القذاه، و من ذلك قولهم، عمى البعير الزبد.