حکمت 261
اى لا يخاف على نفسه فقره فى آخرته فلا يقدم زادا.حکمت 263
اى من العامه و انما قطعه لانه سرق من حرز من الغنيمه و لم يكن له نصيب فيها، و ان كان له نصيب فى الغنيمه ينظر فى المسروق فان كان وفق نصيبه فلا قطع عليه، و ان كان اكثر من حقه و كان الزياده دون النصاب، فكمثل، و ان كان ربع دينار، فصاعدا او ما قيمته، فعليه القطع.لو قد استوت قدماى من هذه المداحض.اى المزالق اى لو انتظم لى الامر، و استقام لبدلت احكاما حكم بها من كان قبلى، و احداثا احدثوها لا على وفق ما ارتضيته.حکمت 265
يعنى اللوح المحفوظ الذى يذكر بالكتابه عليه، ما يكون حكمه و صوابا، و هو ذو ذكر محكم، متقن، فحذف المضاف، و قوله تعالى: (ذلك نتلوه عليك من الايات و الذكر الحكيم) اتفق اكثر المفسرين على ان المراد به اللوح المحفوظ، و فى تفسير الثعلبى اللوح المحفوظ معلق من العرش، و هو من دره بيضاء.يعنى ما كتب الله لعبد، و قدر له فى اللوح المحفوظ.لا ينافى هذا ما روى من ان صله الرحم تزيد فى العمر، و غير ذلك من الاخبار الوارده فى تزايد الرزق و العمر، و اندفاع المكاره عند بعض القربات، و حلول البلايا عند بعض المحظورات، لان ما ثبته على اللوح المحفوظ علام الغيوب، قسمان: مطلق و مشروط.فما كان على الاطلاق فهو حتم لا تغير و لا تبدل و ما كان مشروطا نحو ان يثبت فيه، ان فلانا ان وصل رحمه، فانه يعيش ضعف ما يعيش ان قطعه، فانه يقع حسب ما اثبته تعالى، لما علم فيه من الصلاح و فى الاخبار به من اللطف، و قد قال تعالى: (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب).قوله عليه السلام: (رب منعم عليه مستدرج بالنعمى) فى كتاب الغريبين: الاستدراج الاخذ على عسره، و سنستدرجهم اى نمهلهم، ثم ناخذهم، كما يرقى الراقى الدرجه فيتدرج قليلا.(رب مبتلى مصنوع له بالبلوى).اى صنع ذلك البلاء به، و فعل لاجله و لاستعقابه، نفعا عظيما له فهو له لا عليه، اى ربما يكون نعمه المرء سببا لارتكابه المعاصى بواسطتها، فيكون نعمته وبالا عليه، و ربما يكون البلاء سببا لوصول النعماء اليه لاستقباله اياه بالصبر و الشكر و كثيرا ما ينتهى العبد عن المعاصى بسبب شده الفقر و من العصمه ان لا يقدر.