شرح نهج البلاغه

قطب الدین کیدری

نسخه متنی -صفحه : 404/ 179
نمايش فراداده

خطبه 162-در توحيد الهى

قوله عليه السلام: الحمد لله خالق العباد الى آخره.

ع- اصل الخلق، التقدر قال زهير: و لانت تفرى ما خلقت و بعض القوم يخلق ثم لا يفرى و الله تعالى خالق لانه قدر الاشياء كلها ثم امضاها، و هو الخالق فى ابتدائه الخلق و الخلائق فى تتميمه اياه الى آخر الدهر بعلم و حكمه و صلاح.

و الخالق: المقدر بعلم كامل، و لا يقال للانسان الخالق لان العامليه الحقيقيه لله تعالى لا للعباد، لذلك قال تعالى: هل من خالق غير الله.

الوهده: المكان المطمئن، و الجمع وهدو وهاد.

و هو تعالى اول: لانه لم يزل قبل كل شى ء فاحدث الاشياء بعد ان لم يكن.

حد الاشياء عند خلقه ابانه لها من شبهها.

يعنى ميز بين الاشياء بالفصول الذاتيه و الخاصيه ليبين النوع من النوع و بالعوارض ليبين الصنف بعضه من بعض.

لا تقدره الاوهام بالحدود و الحركات و لا بالجوارح و الادوات.

اى لا يقدر الاوهام بالحدود المكانيه و الزمانيه.

لا يقال له متى: لان الاوقات محدثه، فلا يصحب الا الحوادث، و اذا كان الله قديما فلا تعلق بينه و بين الاوقات، و لا يجوز ان يقال: متى كان الله لانه لفظ لوقت معين فلا مدخل له فى صفات الله تعالى.

كذلك حتى: لفظ لوقت مستقبل الظاهر، لا يقال: مما لانه ظهر من كذا اذا كان ذلك ظرفا لما ظهر اما ظرف مكان او ظرف زمان او صدر من جهه فاعل تعالى الله عن جميع ذلك علوا كبيرا.

و الباطن لا يقال فيما: لانه انما يخفى الشى ء فى غيره فيكون باطنا فيه اما بالمجاوره ثم يظهر منه، فكما لا يقال ظهر من كذا لايقال بطن فى كذا لان احدهما يتبع الاخره فى الجواز و الامتناع.

لا شبح فينقضى: اى ليس بجسم فينتهى قواه، و قد تقرر فى الاصول انه ما من جسم الا و ينتهى قواه و يفنى.

و لا ازدلاف ربوه، الربوه: المكان المرتفع و روى رتوا بالتاء اى خطوه.

من صفات الاقدار: اى من المقادير.

و التاثيل، التاصيل يقال مجد موثل و اثيل (قال امرى القيس) و لكنما اسعى لمجد موثل و قد يدرك المجد الموثل امثالى لم يخلق الاشياء من اصول ازليه، و لا من اوائل ابديه: فى العدم اذ بعض الشى ء لا يخالف بعضه فى صفه ذاته و ان كانت الفروع محدثه، فلابد من محدث لها فان كان محدثها، هو الله تعالى فاضافتها اليه تعالى اولى من اضافتها الى الاصول لان تعلق الفعل بفاعله احق بمن تعلقه بغيره و ان كان محدثها هى الاصول.

فان كانت مختاره فهى الفاعل، و ان كانت موجبه فالفروع معه الاصول قديمه لان الموجب لا ينفك عن الموجب.

ج- سطح الارض: اى بسطها، والمهاد: الفراش و عنى به الارض هنا لسهولتها تحت الناس.

الاوهام: الظنون و يكون الوهم بمعنى الشك و يكون ظنا لايكون مظنونه عليه.

و شخوص لحظه: اى ارتفاعها و شخص بصره شخوصا اذا فتح عينيه و جعل لا يطرف و الازدلاف: التقدم.

يتفيا: اى يتقلب تعقبه: اى تنوبه و روى يعقبه اى تاتى بعده.

والقطر: الجانب و تاثل مالا: اى عقده للانتفاع به.

لم يخلق الاشياء من اصول ازليه.

اشاره الى بطلان القول بالهيولى، لا تحير دعاء: اى لا تجيب ان من يعجز عن صفات ذى الهيئه والادوات، فهو عن صفات خالقه اعجز، فى الاعتراف بالعجز عن ادراك هذه المعانى تفاوت عظيم، و لعل النفس الانسانيه اذا استغرقها العجز عن ادراك كمال العجز، فقد صارت مدركه للعجز من طريق المعرفه لا من طريق المقدمات.

قيل العجز عن درك الادراك ادراك، و قيل من عرف الله كل لسانه، و الله تعالى محيط بالعقل، و فوق العقل، فكيف يتصور ان يحطى العقل به، و بصفاته و احاطه الجزء بالكل فى غايه البعد، و من قصر فهمه عن ادراك هذا العجز فهو لقله استعداده لادراك عجزه و ليس لقصوره مستند الا غروره و عجبه.

و انما قال: بدئت من صلاله من طين: لان اصل الناس من التراب، و هو آدم عليه السلام و لان النطفه التى خلق منها كل انسان اصلها من التراب لان غذاه الذى هو الحبوب منها.