شرح نهج البلاغه

قطب الدین کیدری

نسخه متنی -صفحه : 404/ 232
نمايش فراداده

هيجان اليبس اما من تعب شديد و اما من قله الطعام، و اما من اغذيه و ادويه يابسه، او مقاربه اجسام يابسه و اما من كثره الاستحمام بمياه مالحه و كبريتيه، و اما من طول السهر و الهم و اما من الهرم و نفاد مواد الرطوبه و هيجان الرطوبه اما من طول الدعه و الاطعمه و الاشربه الرطبه او مقابله الاجسام الرطبه او كثره الاستحمام بمياه عذبه، و اما من كثره النوم بعد الطعام.

فى جميع هذه العلل اذا كانت القوه باقيه، و كانت عنايه الطبيب مصروفه الى حفظ قوه المريض، فالمريض تقبل العلاج فان القوه للعليل كالزاد و المرض، كالطريق و ان سقطت القوه قبل منتهى المرض كان الامر كما قال اميرالمومنين عليه السلام.

و لا اعتدل بممازج لتلك الطبائع الا امد منها كل ذات داء.

بيان آخر و هو ان القو ه الناميه التى للانسان اما ان يكون فى سورتها و قوتها، و هى ان يكون زائده فى البدن غير مفتقره على اخلاف ما تحلل بل تزيد فى حجم البدن ايضا بكثره ما يغذوه، فهذه القوه الناميه يكون بالحال الم ذكوره عند اكثر الاطباء الى نحو ثلاثين سنه شمسيه، و اما يقف فيفتقر على ان يخلف على البدن مثل ما تحلل فقط من غير زياده، و ذلك الى تمام خمس و ثلاثين سنه، و اما ان ينقص و ياخذ فى الضعف فيكون الذى يستفيده البدن منها اقل مما تحلل، و ذلك الى نحو ستين سنه.

فالحاله الاولى سن الفتيان، و الثانيه سن المتناهين، و الثالثه سن الكهول، ثم بعد الستين يتبين النقصان فى القوه الناميه، فيكثر تحلل الرطوبات، و يقل الخلف من الغذاء و يسمى هذا السن سن الشيوخ، و لا يزال يتمادى الامر بالبدن، و يتسلط اليبس حتى يصير من عدم الرطوبه بحيث لا يصلح لحلول الحياه، فيموت الانسان و لا يقبل العلاج.

فهذا معنى قول اميرالمومنين حتى فتر معلله و ذهل ممرضه الى آخر الفصل.

و ما ذكر من غمرات الموت و سكراته، فقد سئل واحد من الصحابه فى سكره موته من حاله، فقال: كانى اتنفس من خرت ابره و كانما يقطع اعضائى و اجزائى بالمقراض ففى كل جزء من اجزائى و عضو من اعضائى الم لا يمكن وصفه قال ذلك و مضى لسبيله.

كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول فى سكرات موته: اللهم اعنى على سكرات الموت، و فى التوريه ان مثل الموت كشجره مشوكه ادرجت فى بدن ابن آدم، فتعلقت كل شوكه منها بعرق و عصب، ثم جذبها رجل شديد الجذب، فقطع منها ما قطع و ابقى منها ما بقى، و قال رسول الله صلى الله عليه و آله للموت الف نزعه اشد من الف ضربه بالسيف.