الشوون: مجارى الدموع.
و لكان الدماء مما طلا: اى دائم الثبات يدافع بالذهاب و لا يذهب.
و الكمد: الحزن المكتوم، و المحالف: الملازم.
و اجعلنا من بالك: اى من همم بالك اى قلبك و قيل اى مما تباليه.
قوله عليه السلام: الحمد لله الذى لا تدركه الشواهد.
قال قوم: العقل البشرى قاصر عن ادراك الوجود الازلى لانه لا مثاله له فى الشاهد فيستدل بالشاهد على الغائب.
قال الامام الوبرى: لا تدركه الشواهد اى الاحياء الكائنون فى الاماكن ثم اورد التعليل لذلك و قال: و لا تحويه المشاهد: اى انما لا يصح ان يدرك لانه لا يجوز عليه الاماكن و انما الادراك مقصور على هذا فيجب ان يكون المدرك فى محل او زمان و قال بعض العلماء: الانسان لما كان على هيئه العالم وجد فيه كل ما وجد فى العالم، فكما ان فى العالم اشياء لا يتاتى اصلاحها و حيوانات لا يمكن تاديبها كذا فى ذات الانسان قوى لا يتاتى اصلاحها و تهذيبها فكان له مع ذلك القوى قصور.
قال تعالى: كلا لما يقض ما امره، نبه على ان الانسان لا يكاد يخرج من دنياه، و قد قضى و طره و لهذا قال تعالى فى حق العقلاء العارفين الذين استضاوا بشعله من نور التوحيد: (يقولون ربنا اتمم لنا نورنا)، و هذا دليل على انهم لا يصلون الى ما يطلبون من المعلومات، و حقائق الاشياء و هم يدينون.
قال جعفربن محمد الصادق عليهماالسلام: من ظن انه يصل الى الحق ببذل المجهود فهو متعن و من زعم انه يصل اليه بغير بذل المجهود فهو متمن، و قال تعالى: (و لو لا فضل الله عليكم و رحمته ما زكى منكم من احد ابدا) و قال تعالى: (بل الله يزكى من يشاء).
فالانسان ما دام فى دنياه لا ينفك من مشاركه البهائم و السباع لكونه حيوانا محتاجا الى ما يحتاج السباع اليه، و من مشاركه الاشجار و النبات، لكونه محتاجا الى ما يحتاج الاشجار اليه، فالانسان اذا ما لم يقتحم العقبه و يفك الرقبه لم يتعر من الحاجات البدنيه و لم يامن شياطين الانس و الجن و كيف يامن و قال تعالى: (و كذلك جعلنا لكل نبى عدوا).
و بحدوث خلقه على وجوده: يعنى ان ممكن الوجود يحتاج الى واجب الوجود.
واحد لا بعدد: لا ينظم اليه غيره، و لا يتجزا فى ذاته و لا فى معنى صفاته.
قائم لا بعمد: يعنى قيامه تعالى بالاشياء حفظه لها و تدبيره و احاطته بها.
و المشاعره: حصول العلم من طريق الحواس و المراى: المنظر.