الشرح: قوله عليه السلام فتداكوا.
ع- اى اجتمعوا و المثناه: الحبل و جمعها المثانى.
و قلبت الامر ظهرا لبطن: مثل للعرب، قال الهروى معناه رجع اليه الامر مره بعد اخرى، و اللام فى البطن بمعنى على و معناه: قلب ظهر الامر، على بطنه حتى علم حقائقه، و لقم الطريق، سواء السبيل، و جران البعير مقدم عنقه من مذبحه الى منحره، و كذا من الفرس و القاء الجران: كنايه عن النزول و المقام.
ج- تداكوا على: اى وردوا و دخلوا على يدك بعضهم بعضا اى يدق و كان الكاف مبدله من القاف تحضيضا.
و المثناه: الحبل المثنى يجعل فى طرف الزمام.
و قلبت هذا الامر كله بطنه و ظهره.
اى فكرت فى سره و علانيته، باطنه و ظاهره ليلا و نهارا.
حتى فارقنى النوم: بسببه، و كان عليه السلام لا ياذن لاصحابه فى قتال اهل الشام لعلهم يهتدون و يندمون، فظن منافقو اصحابه ان دفعه اياهم عن المسارعه فى القتال كراهيه للموت او شك فى ان اهل الشام هل يستوجبون القتل.
ام لا؟ و عشوته: قصدته ليلا، ثم قيل لكل قاصد عاش.
و باء باثمه اى رجع.
ش- موتات الاخره: عبر عن المشاق و العقوبات التى هى كالاسباب للموت بالموتات و الا فلا موت فى الاخره اجماعا.
لم يسعنى الا قتالهم او الجحود بما ج اء به محمد: و ذلك ان النبى صلى الله عليه و آله اخبره بظهور الناكثين و القاسطين و المارقين بعده و انه يتعين اذ ذاك على على عليه السلام فرض مجاهدتهم و النهوض لحربهم و دفع شرهم فلو لم يقم بذلك كان حاشاه عن ذلك رادا على رسول الله امره.