شرح نهج البلاغه

قطب الدین کیدری

نسخه متنی -صفحه : 404/ 91
نمايش فراداده

خطبه 081-در نكوهش دنيا

قال الشريف: اقول: و اذا تامل المتامل قوله عليه السلام من ابصر بها بصرته وجد تحته من المعنى العجيب و الغرض البعيد ما لا تبلغ غايته و لا يدرك غوره، و لا سيما اذا قرن اليه قوله و من ابصر اليها اعمته، فانه يجد الفرق بين ابصر بها و ابصر اليها واضحا نيرا و عجيبا باهرا.

الشرح قوله: من ابصر بها بصرته.

ع- اى من تفكر فى الدنيا و نظر اليها نظر اعتبار و استدلال زادته بصيره و علما، لان النظر فى الدليل على وجه يجب ان يولد العلم بالمعلوم.

قوله: و من ابصر اليها اعمته.

اى من نظر اليها لا على طريق الاستدلال لم يثمره ذلك علما، و قيل من ابصر بها اى علم حالها و زوالها.

من قوله تعالى: بصرت بما لم تبصروا به، و ابصر اليها اى نظر اليها نظر مائل الى زخارفها اعمته اى اعمت بصيرته عن الوقوف على الحقائق، و قيل من ابصر بها اى جعلها آله و واسطه لادراك السعاده الكبرى بصرته لانها الواسطه.

قال النبى صلى الله عليه و آله: الدنيا مزرعه الاخره، و من ابصر اليها اى جعلها مقصوده مطلوبه اعمته اى منعته عن النظر الى ماوائها من الباقيات الصالحات.

ج- ابصر بها: المفعول محذوف اى ابصر بها الدليل و ابصر اليها اى نظر اليها متعجبا منها محبا لها.

ش- ضمن الاول معنى اعتبر فعداه بالباء و الثانى معنى مال فعداه بالى.