اقول:
نجدته:
شجاعته. و التذبيب:
الدفع و المنع. و قد امرهم فى هذا الفصل بمساعده بعض لبعض فى الحرب و منع بعضهم عن بعض منعا صادقا كما يمنع عن نفسه، و بذلك يكون انعقاد الاجتماع و تعاون الهمم حتى يكون الجميع كنفس واحده، و بذلك يكون الظفر و الغلبه و استمال ذوى النجده بذكر فضيله تخصهم دون من يذبون عنه استثاره لنجدتهم و تعطيفا لهم. و قوله:
ان الموت طالب حثيث. الى قوله:
ان اكرم الموت القتل:
تسهيل للقتل و الموت بذكر انه لا بد، و تسهيل للحرب عليهم. اما ان اكرم الموت القتل فاراد القتل فى سبيل الله، و ذلك لاستلزامه الذكر الجميل فى الدنيا و الثواب الدائم فى الاخرى. ثم اكد ذلك بالقسم لالف ضربه بالسيف اهون من ميته على الفراش. و صدق ذلك فى حق من نظر الى الدنيا بعين الاستحقار فى جنب نعيم الابد فى الاخره و الذكر الجميل فى الدنيا و حصلت له ملكه الشجاعه ظاهر. و بالله التوفيق.
اقول:
كشيش الضباب:
حك جلودها بعضها بالبعض عند الازدحام. و التلوم:
الانتظار و التوقف، و اشار بهذا الكلام الى انه ستلحقهم غلبه من العدو و تعضهم الحروب بحيث يعضون (يضعفون خ) و ياخذون فى الهرب و التخفى فلاينتفع بهم فى اخذ حق او دفع ضيم، و وصف الكشيش مستعار لهم باعتبار هيئاتهم فى الحيد عن العدو و الهرب منه، و هو وجه الشبه بكشيش الضباب. و قوله:
قد خليتم و الطريق. اى و طريق الاخره. فالنجاه للمقتحم:
اى مقتحمها و المبادر الى سلوكها، و الهلكه للمتوقف عن ذلك. و الطريق منصوب على المفعول معه.