اقول:
المرام:
المطلوب. و الزور:
الزائرون. و الخطر:
الاشراف على الهلاك. و الفظيع:
الشديد الذى جاوز الحد فى شدته. و استحلوا:
اى اتخذوا تحليه الذكر و ابهم و شانهم، و قيل:
استخلوا:
اى وجدوه خاليا. و التناوش:
التنازل. و احجى:
اولى بالحجى و هو العقل. و العشوه:
ركوب الامر على جهل به. و ترتعون:
يتنعمون. و لفظوا:
ارموا و تركوا. و الفارط:
السابق الى الماء و المورد. و حلبات الفخر:
جماعاته. و السوق:
جمع سوقه و هى الرعيه. و البرزخ:
ما بين الدنيا و الاخره من وقت الموت الى البعث. و الفجوات:
جمع فجوه و هى المتسع من الارض. و الضمار:
الغايب الذى لا يرجى ايابه. و يحفلون:
يبالون. و الرواجف:
الزلازل. و ياذنون:
يسمعون. و ارتجال الصفه:
انتشاوها. و السبات:
النوم، و اصله الراحه. و فى الفصل فوائد:
فالاولى:
اللام فى قوله:
يا له. لام الجر للتعجب كقولهم:
يا للدواهى، و الجار و المجرور فى محل النصب لانه المنادى و يروى:
يامراما. و مراما و زورا و خطرا منصوبات على التميز لمعنى التعجب من بعد ذلك المرام و هو التكاثر فان الغايه المطلوبه منه لا يدركها الانسان لان كل غايه بلغها ففوقها غايه اخرى قد ادركها غيره فنقسه تطمح اليها، و ذلك التعجب من شده غفله الزور:
اى الزائرين للمقابر لان الكلام خرج بسبب الايه، و ظاهر ان غفله الانسان عما يزور و يقدم بعد تلك الزياره عليه غفله عظيمه و هى محل التعجب، و كذلك التعجب من فظاعه الخطر و الاشراف على شدائد الاخره فان كل خطر دنيائى يستحقر فى جنبه، و الضمير فى قوله:
استحلوا للاحياء، و فى منهم للاموات، و عنى بالذكر عما خلفوه من الاثار التى هى محل العبره. و قوله:
اى مدكر. استفهام على سبيل التعجب من ذلك المدكر فى احسن افادته للعبر لاولى الابصار، و تناوشوهم من مكان بعيد:
اى تركهم ما ينتفعون به و هو المدكر من جهه الاعتبار به و تناولوهم من جهه بعيده، و الذى تناولوه هو افتخار كل منهم بابه و قبيلته، و مكاثرته بالماضين من قومه الذينهم بعد الموت ابعد الناس عنه او الذين كمالاتهم ابعد الكمالات عنه، و كنى بالمكان البعيد عن ذلك الاعتبار فان الاموات و كمالاتهم فى ابعد الاعتبارات عن الاحياء و الابناء، و لذلك استفهم عن ذلك استفهام انكار و توبيخ فقال:
افبمصارع آبائهم يفخرون. الى قوله:
سكنت، و ذلك الارتجاع بالمفاخره بهم فكانهم بذكرهم لهم فى الفخر قد ارتجعوهم بعد موتهم، و يحتمل ان يكون ذلك مستفهما عنه ايضا على سبيل الانكار و ان لم يكن حرف الاستفهام، و التقدير ايرتجعون منهم بفخرهم لهم اجسادا خوت. و قوله:
و لان يكونوا عبرا احق من ان يكونوا مفتخرا. موكد لتوبيخه لهم ترك العبره بالمدكر الذى هو وجه النفع و اخذهم بالوجه البعيد و هو الافتخار، و كشف لمعناه. و كذلك قوله:
لان يهبطوا بهم جناب ذله:
اى بالاعتبار بمصارعهم فانه يستلزم الخشوع لعزه الله و الخشيه منه. و ذلك اولى بالعقل و التدبير من ان يقوموا بهم مقام عزه بالمفاخره و المكاثره، و اضاف الابصارالى العشوه لنسبتها اليها:
اى نظروا اليها بابصار قلوب غطى عليها الجهل باحوالهم فساروا فى تلك الاحوال بجهاله غامره لهم. و قوله:
و لو استنطقوا. الى قوله:
لقالت. اى لو طلبت منها النطق لقالت بلسان حالها كذا و كذا. الى قوله:
و تسكنون فيما خربوا، و يحتمل ان يكون باقى الفصل كله مقولا بلسان حال تلك الديار، و النصب فى قوله:
ضلالا و جهالا على الحال:
اى ذهبوا فى الارض هالكين و ذهبتم بعدهم جاهلين باحوالهم تطاون روسهم و تستنبتون الاشجار فى اجسادهم و ذلك فى المواضع التى بليت فيها الاجساد، و استعار لفظ البواكى و النوائح لايام الحياه ملاحظه لشبهها فى مفارقتهم لها بالامهات التى فارقها اولادها بالموت. و قوله:
اول ئك سلف غايتكم و فراط مناهلكم. السابقون لكم الى غايتكم و هى الموت و ما بعده، و الى مناهلكم و هى تلك الموارد ايضا، و مقاوم:
جمع مقام لان الفه عن واو، و ملوكا و سوقا نصب على الحال، و بطون البرزخ ما غاب و بطن منه عن علومنا و مشاهداتنا، و السبيل فيه هى مسلك القدر بهم الى غاياتهم الاخرويه من سعاده او شقاوه، و نسبه الاكل و الشرب الى الارض مجاز يقارب الحقيقه فى كثره الاستعمال، و انما سلب عنهم النمو و الفزع من ورود اهوال الارض عليهم، و الحزن من تغير الاحوال بهم، و الحفله بزلازل الارض و سماع الرياح القاصفه، لكون انتظار ذلك من توابع الحياه و صفاتها. فان قلت:
فهذا ينافى ما نقل من عذاب القبر فانه يستلزم الفزع و الحزن. قلت:
انما سلب عنهم الفزع و الحزن من احوال الدنيا المشاهده لنا، و كذلك الحفله باهوالها و سماعها. و عذاب القبر ليس من ذلك القبيل بل من احوال الاخره و اهوالها، و لا يلزم من سلب الفزع الخاص سلب العام، و نبه على ان غيبتهم و شهودهم ليس كغيبه اهل الدنيا و شهودهم. اذ كان الغائب فى الدنيا من شانه ان ينتظر و الشاهد فيها حاضر و هم شاهدون بابدانهم مع صدق الغيبه عليهم عنا:
اى بانفسهم، و لما امتنع ذلك العود لا جرم صدق انه م غيب لا ينتظرون و شهود لا يحضرون. و قوله:
و ما عن طول عهدهم. الى قوله:
سكونا. اى عدم علمنا باخبارهم و صمم ديارهم عند ندائنا ليس لاجل طول عند بيننا و بينهم و لا بعد محلتهم و مستقرهم فان الميت حال موته و هو بعد مطروح الجسد مشاهد لنا تعمى علينا اخباره و لا يسمع نداءنا دياره، ولكن ذلك لاجل انهم سقوا كاس المنيه فبدلتهم بالنطق خرسا و بالسمع صمما و بالحركات سكونا و اسناد العمى الى الاخبار و الصمم الى الديار مجاز كقولهم:
نهاره صائم و ليله قايم. و قوله:
فكانهم. الى قوله: