قال الرضى و المنذر هذا هو الذى قال فيه اميرالمومنين عليه السلام:
انه لنظار فى عطفيه، مختال فى برديه:
تفال فى شراكيه. اقول:
العتاد:
العده. و الشسع:
سير بين الاصبعين فى النعل العربى. و مدار الفصل على توبيخه بسبب خيانته. فذكر سبب غروره و هو قياسه فى الصلاح على ابيه الجارود العبدى فى انه يتبع ما كان عليه من الهدى. ثم ذكر ما رقى اليه عنه من الفارق من اربعه اوجه:
احدها:
انقياده لهواه فى كل ما يقوده اليه. الثانى:
اعراضه عما يتعد به لاخرته من صالح الاعمال. الثالث:
كونه يعمر دنياه بما يستلزم خراب آخرته من تناول الحرام. الرابع:
كونه يصل عشيرته بما يقطع دينه من ذلك. و راعى السجع فى القرينتين. ثم اخذ فى توبيخه و الحكم بنقصانه و حقارته ان حق ما نسب اليه ذلك بتفضيل جمل اهله و شسع نعله عليه. و جمل الاهل مما يتمثل به فى الهوان. و اصله فيما قيل:
ان الجمل يكون لاب القبيله فيصير ميراثا لهم يسوقه كل منهم و يصرفه فى حاجته فهو ذليل حقير بينهم. ثم حكم فى معرض توبيخه على من كان يصفته انه لا يصلح لولايه عمل يراد له الوالى. و راعى فى القرائن الاربع السجع المتوازى. فالقدر بازاء الامر و الخيانه بازاء الامانه. و انما قال:
او يشرك فى امانه. لان الخلفاء امناء الله فى بلاده فمن ولوه من قبلهم فقد اشركوه فى امانتهم. و قوله:
او يومن على خيانه. اى حال خيانتك. لان كلمه على تفيد الحال. ثم بعد توبيخه استقدمه عليه عزلا له. و الذى حكاه السيد- رحمه الله من وصف اميرالمومنين عليه السلام له فكنايه عن تكبره. و التفل فى الشراك:
نفخ الغبار عنه. و الحكايه مناسبه للكتاب لاشتمالها على الذم. و بالله التوفيق.