اذ اكتساب الزياده على القوت و الموونه بقدر الحاجه و ادخاره غير نافع بل مضر للمدخر. اذ من ضرورته مفارقه ما ادخره و وصوله الى الوارث و غيره. فهو اذن يشبه الخازن فاستعار لفظه له. و هو تنفير عن البخل بالفضل من المال عن قدر الحاجه.
اراد بالاقبال الميل، و بالادبار النفره عن ملال و نحوه. و امر باعمال النفوس فيما ينبغى اعمالها فيه من فكر و نظر، و حملها على ذلك حين ميلها اليه و اقبالها عليه لان ذلك بنشاط فى القوى النفسانيه و معاونه و مواتاه للنفس. و نفر عن حملها عليه مع النفره عنه و الكراهيه له بضمير صغرا، قوله:
فان القلب اذا اكره عمى:
اى ان اكراه النفس على الكفر فى الشى ء حين نفرتها عنه عن ملال اوضعف قوه و نحوه يزيدها كراهيه له و نفره و يقوم لها بذلك مانع من الوعم و الخيال عن ادراك ما تفكر فيه فلا يدركه و ان كان واضحا حتى يكون كالاعمى و لذلك استعار له وصف الاعمى، و تقدير كبراه:
و كلما كان عماه فى اكراهه على الشى ء فلا يجوز كراهته.
استفهم عن وقت جواز شفاء الغيط استفهام انكار لوجوده فى معرض التنفير عن هذه الرذيله:
و نفر عنها بقوله:
احين. الى آخره. و ذلك انه اما حين العجز عن الانتقام او حين القدره عليه. و شفاء الغيظ فى الوقت الاول لا يجوز لانه يكون بالسب و الشناعه و تقطيع العرض و نحوه و ذلك مستلزم للائمه الخلق و تعييبهم و قولهم فى الحث على فضيله الصبر:
لو صبرت لكان اولى و فى الثانى ايضا لايجوز لاستلزام الشروع فى العقوبه لائمه الخلق و العدول عن فضيله العفو التى هى اولى، و قول الناس عليها:
لو عفوت و ان العفو بك اولى.
اشار اليه بذلك لانه غايه ما بخل به الباخلون و تنافس الناس فيه من المال و الطعام اقامه للغايه مقام ذى الغايه.
اى القدر الذى يذهب من مالك على طريق امتحان الله و ابتلائه لك بامر يذهبه فيحصل لك بذها به موعظه لا يعد ما لا ذاهبا بل كانه باق لبقاء منفعته و شرف ثمرته و هى الموعظه.
و قد مر تفسيره.
المهنه:
الحرفه و الصناعه. الفصل ظاهر.
اى لاترى مجتمعه. اذ العوام لا يجتمع غالباالا فى مثل ذلك. فكلام الخطيب. على اغلب الاحوال. و السوءه:
فعله من السوء.
اى اذا جاء القدر بموته على وفق القضاء الالهى و هو كقوله تعالى (و يرسل عليكم حفظه حتى اذا جاء احدكم الموت) الايه:
و استعار لفظ الجنه بوصف الحصينه للاحل، و قد بينا ذلك فى قوله:
و ان على من الله جنه حصينه.
الاود:
الاعوجاج. و قوله:
و عونان على العجز و الاود. اى دفع ما يعرض منهما او حال وجودهما لان كلمه على تفيد الحال.