شرح نهج البلاغه

ابن میثم بحرانی

نسخه متنی -صفحه : 542/ 78
نمايش فراداده

خطبه 047-درباره كوفه

و من كلام له عليه السلام:

اقول:

عكاظ بالضم:

اسم موضع بناحيه مكه كانت العرب تجتمع به فى كل سنه و يقيمون به سوقا مده شهر، و يتبايعون و يتناشدون الاشعار، و يتفاخرون. و فى ذلك قول ابى ذويب:

اذا بنى القباب على عكاظ و قام البيع و اجتمع الالوف. فلما جاء الاسلام رفع ذلك، و اديم عكاظى منسوب اليها لكثره ما كان يباع منه بها. و الاديم:

واحد و جمعه ادم، و ربما جمع على آدمه كرغيف و ارغفه. و العرك. الدلك. و النوازل:

المصائب. و الخطاب هنا لشاهد حال المدينه التى هى الكوفه. و بك هو خبر كان، و تمدين و تعركين و تركبين فى موضع النصب على الحال، و تقدير الخطاب كانى حاضر بك و مشاهد لحالك المستقبله حال تجاذب ايدى الظالمين لاهلك بانواع الظلم، و هو المكنى عنه بمدها. و شبه ذلك بمد الديم، و وجه الشبه شده ما يقع بهم من الظلم و البلاء كما ان الاديم مستحكم الدباغ يكون شديد المد. و استعار العرك ملاحظه لذلك الشبه، و لفظ الركوب ملاحظه لشبهها بشقى المطايا و كذلك لفظ الزلازل ملاحظه لشبهها فيما يقع لهم من الظلم الموجب لاضطراب الحال بالارض ذات الزلازل. ثم اشار الى مشاهده ثانيه لما يقع لمن ارادبهم سوء و اوقع بهم ما اوقع من البلاء فاشار الى كونهم جبابره ثم الى ابتلاء الله بعضهم بشاغل فى نفسه عما يريد من سوء او يهم به من حادث خراب و رمى بعضهم بقاتل. فاما المصائب التى ابتلى بها اهل الكوفه و النوازل التى عر كوابها فكثيره مشهوره فى كتب التواريخ، و اما الجبابره التى ارادوا بها سوءا و طغوا فيها فاكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب و اخذهم بذنوبهم و ما كان لهم من الله واق فجماعه فممن ابتلى بشاغل فيها زياد. روى انه كان قد جمع الناس فى المسجد ليامرهم بسب على عليه السلام و البراءه منه و يبتليهم بذلك فيقتل من يعصيه فيه فبيناهم مجتمعين اذ خرج حاجبه فامرهم بالانصراف، و قال:

ان الامير مشغول عنكم و كان فى تلك الساعه قدرمى (اصاب خ) بالفالج، و منهم ابنه عبدالله و قد اصابه الجذام، و منمهم الحجاج. و قد تولدت فى بطنه الحيات و احترق دبره حتى هلك، و منهم عمرو بن هبيره و ابنه يوسف و قد اصابهما البرص، و منهم خالد القسرى و قد ضرب و حبس حتى مات جوعا، و اما الذين رماهم الله بقاتل فعبيدالله بن زياد، و مصعب بن الزبير، و المختار بن ابى عبيده الثقفى، و يزيد بن المهلب. و احوالهم مشهوره من رامها طالع التاريخ.