شرح خطبه اخرى، يقال هتن الدمع قطر، و كذلك: هتن المطر.
قوله: من اقل منها استكثر مما يومنه، و من استكثر منها استكثر مما يوبقه، معناه من قنع من الدنيا باليسير، فقد حظى من التقوى بالكثير.
و من سعى فى ان يدرك من الدنيا معناه، و جعل همته و غرضه دنياه، فقد استكثر مما اهلكه و ارداه.
لانه جعل نفسه مقصوره (102 ر) على طلب الدنيا.
و من قصر نفسه على ذلك، فقد هلك، و ان لم ينل من الدنيا الا قوتا.
قوله: جاره محروب، يقال حرب ماله، اى سلبه فهو محروب و حريب، و الاصل حربه يحربه، اذا اخذ ماله و تركه بلا شى ء.
قوله: و اتعظوا بالذين قالوا: من اشد منا قوه، يعنى قوم عاد بن ارم بن سام بن نوح.
و روى ان ولد نوح، عليه السلام، كثروا.
و كان كلام جميع الامم السر (يا) نيه، و هى لغه نوح، عليه السلام، فاصبح ذريه نوح ذات يوم فى زمن جمشيد الملك، و قد تبلبلت السنتهم، و تغيرت الفاظهم، و هاج بعضهم فى بعض، و لم يفهم فرقه كلام الاخرى، فخرجوا من ارض بابل (و) ازمعوا على مفارقه قومهم.
و اول من ظعن من لدارم عاديمنه، فاخذ نحو اليمن، فسميت اليمن بذلك، فنزل ارض اليمن، و فرق فيها اولاده، و هو يقول: يا عاد عمر يمنه البلاد.
بالمال و السوام و الاولاد نحو سهيل المستنير الباد قوله الصفح الحجر، و الجنن القبر، و الجمع الاجنان.
قوله: فجاوها كما فارقوها: قال الامام الوبرى: فراقهم من الدنيا ان خلقوا منها، و مجيئهم اليها ان دفنوا فيها.
و قد نطق القرآن بذلك، فقال الله، تعالى: هو الذى خلقكم من تراب، اى خلق اياكم، فكانكم قد خلقتم من تراب.