قوله ان من عزائم الله فى الذكر الحكيم، اى الواجبات المعلومه و الاوامر المحتومه بالادله القاطعه.
و الذكر الحكيم القرآن، و قيل اللوح المحفوظ.
قوله: اجهد نفسه، يقال جهد دابته و اجهدها اذا حمل عليها فى السير فوق طاقتها، و اجتهد نفسه، حمل عليها و كلفها ما هو خارج عن استطاعتها.
استطاعتها.
قوله: او يلقى الناس بوجهين، قال هو التصنع لكل احد بما يشبهه فعلا.
و المرائى هو الذى يرى من نفسه خصله حميده ليس منها فى شى ء.
قوله: او يمشى فيهم بلسانين، هو الذى يكلم كل احد بما يهواه، فهذا يصنع بلسانه ما يصنع الاول بفعله.
قوله: المثل دليل على شبهه يريد بذلك ذكر البعض عن الكل.
كذا قال الامام الوبرى.
و قال المبرد المثل المثال.
و قيل المثل الصفه فى قوله، تعالى: مثل الجنه، و لله المثل الاعلى، اى الوصف.
و ذلك مثلهم فى التوريه اى صفتهم.
و المثل بمعنى المثل كشبه و شبه.
و المثل العبره فى قوله، تعالى: و جعلناهم سلفا و مثلا اى عبرا.
و الشبهه الاشتباه.
و الشبه معروف، فمن روى الشبه، قال: المثل بمعنى المثال، يعنى المثال يدل على شبهه يعنى من طريق المقايسه.
و من قال: المثل بمعنى الوصف و الصفه، فكذلك.
و من قال: المثل بمعنى العبره، ف معناه اى العبره يدل على اشتباه او المثال يدل على اشتباه.
لان بالمثال يرتفع الشبهه و يتضح المقصود.
هذا ما قيل فى كلامه، عليه السلام.
قوله: (123 پ) ان البهائم همتها بطونها، اضاف القوه الشهوانيه الى البهايم.
فمن ضيع ايامه فى قضاء تلك الشهوه، فهو فى دراك البهايم.
و اضاف القوه الغضبيه الى السباع الضوارى.
فمن اطاع تلك القوه، فهو فى دركات السباع.
و اضاف حب الزينه و التجمل و قله التفكر فى العواقب و الفساد فى الارض الى النساء، لان اكثر الخصومات فى الدنيا بسبب النساء.
و قال واحد من الحكماء: اذا رايت فى الدنيا خصومه ليست بسبب امراه، فاحمد الله، تعالى، فانها امر عجيب.
و قد ظهر فى ابتداء العالم الفساد فى البر و البحر بقتل هابيل، و انما قتل هابيل بسبب امراه.
قوله: ان المومنين مستكينون، ان المومنين مشفقون، ان المومنين خائفون، هذا الكلام مقتبس من قول النبى، عليه السلام: راس الحكمه مخافه الله.
و قال الله، تعالى: هدى و رحمه للذين هم لربهم يرهبون.
و قال الله، تعالى: رضى الله عنهم و رضوا عنه، ذلك لمن خشى ربه.
و للخائف درجتان فى قوله، تعالى: و لمن خاف مقام ربه جنتان.
و قال رسول الله، صلى الله عليه و آله و سلم: قال الله، تعالى: و عزتى و جلالى انى لا اجمع خوفين فى قلب امرء، و يروى: فى قلب عبد، فمن خافنى فى الدنيا لا يخافنى فى الاخره، و كان من ال ذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.
و قال واحد من العارفين: ما استولى الخوف على قلبى يوما، الا و فتح الله على قلبى فى ذلك اليوم بابا من ابواب الحكمه.
و قال الحسن البصرى: خوف فى الدنيا يثمر امنا فى الاخره خير من امن فى الدنيا يورث خوفا فى الاخره.