خطبه 153-در فضائل اهل بيت
قوله ارز المومنون، يقال: ارز فلان يارز ارزا و ازوزا، اذا تضام و تقبض.قال ابو الاسود الدئلى: ان فلانا اذا سئل ارز، و اذا دعى اهتز، اى تقبض من البخل.قوله: نحن الشعار و الاصحاب (124 ر) و الخزنه و الابواب، يحتمل رجوعه الى كل الصحابه، لانهم السفراء بين الرسول، عليه السلام، و بين الامه.و يحتمل رجوعه الى اهل البيت، عليهم السلام، لان الوحى الاكثر كان ينزل على رسول الله، صلى الله عليه و آله، فى بيته، و كان يقرا، عليه السلام، الوحى اولا على اهل بيته ثم على غيرهم.قوله ان صمتوا لم يسبقوا، اى انهم اعلم الناس بمواضع السكوت، فلا يسبقهم احد.قوله: فليصدق رائد اهله، مثل للعرب، و هو (لا يكذب الرايد اهله) الرائد الذى يرود لاهله الكلا، و الجمع رود، و الرائد و المرتاد واحد.و قوله: و لا يكذب الرائد اهله، خرج مخرج الخبر، و المراد به النهى، اى لا يجب ان يفعل ذلك، بمعنى من يكذب اهله لا يكون رائدا، لان المراد هو طالب الخير لهم.و اذا كذبهم كان غير رائد.و له سبب و قصه ذكرتهما فى مجامع الامثال فى تصنيفى.قوله، عليه السلام، فانه منها قدم و اليها ينقلب، و قد تعلق قوم من ارباب التناسخ بظاهر هذا الكلام، و قوم من الذين يقولون بقدم الارواح، و ليس لهم بذلك متمسك، لان المراد بذلك انه من العدم قدم، و اليه ينقلب.انما يصير بها راجعه الى الاخره، لان الاخره و هى القيامه معدومه.و قال قوم: منها قدم، يعنى خلق لفرض راجع الى الاخره، ثم يعود الى الاخره اتماما للفرض، لان داعى الله، تعالى، الى خلق العباد و تكليفهم المنافع الراجعه الى العقبى ذلك (لا) يدرك الا بالاستحقاق.قوله: اعلم ان لكل ظاهر باطنا على مثاله، فما طاب ظاهره، طاب باطنه، المراد بذلك ان تطهير الظاهر عن الفواحش و المنكرات على طريق الاستقامه و الاستمرار على الايام، فاستقامه العلانيه على هذا الوجه دلاله ظاهره على موافقه السر العلانيه.و اما فساد الظاهر فانه دلاله على فساد الباطن.و قال قوم: لكل ظاهر باطن، اى لكل جسد (124 پ) ظاهر حياه باطنه او روح باطنه.فمن طاب ظاهره بالاخلاق الجميله التى هى الفضايل، طاب باطنه، يعنى طاب عقله من الهيات الانقياديه.و من خبث ظاهره بالرذائل و الاخلاق المذمومه، خبث باطنه بالهيات الانقياديه البدنيه.فالظاهر من الانسان هو الجسد، و الباطن هو الروح.قوله: على مثاله، يعنى: ان باطن كل انسان على مثاله و على وفق استعداده، و فى هذا كلام طويل لا يحتمل الموضع بيانه.و ما رواه عن رسول الله، صلى الله عليه و آله: ان الله يحب العبد و يبغض عمله، و يحب العمل و يبغض بدنه.قال الامام الوبرى: ان الحسن من كل فاعل اذا وقع على وجهه فهو حسن، و القبيح من كل فاعل قبيح لوقوعه على وجه مخصوص.و المعتبر بوجوه الافعال فى حسنها و قبحها دون افعال فاعلها.و لهذا قال: يحب العبد و يبغض عمله، لان المومن حبيبالله، لقوله يحبهم و يحبونه.فاذا صدرت عنه صغيره، فالله، تعالى، يحب ذاته، و يبغض عمله.و كذلك الكافر اذا احسن الى المسلمين، فان الله، تعالى يبغض جسده و يحب عمله.و هذا الخبر رد على من قال: ان رسول الله، صلى الله عليه و آله، لم يذكر شيا من العقليات، فان هذه المساله من لطيف الكلام فى العقل.و قال قوم: العارف ربما كانت له (اخلاق غير مرضيه، فالله، تعالى، يحبه من جهه عرفانه و يبغض اخلاقه)، و الجاهل ربما كانت له اخلاق جميله حصلها من طريق التقليد، فالله، تعالى، يحب اخلاقه و يبغضه.(قوله:) اعلم ان لكل عمل نباتا.هدا بيان المعنى الاول من الظاهر و الباطن، فان الباطن كالاصل، و الظاهر كالثمره له.و هذا مقتبس من قول الله، تعالى: و البلد الطيب يخرج نباته باذن ربه، و الذى خبث لا يخرج الا نكدا.