خطبه 159-در بيان عظمت پروردگار
(قوله:) فلسنا نعلم كنه عظمتك.قال الامام الوبرى: اى لا نعلم كنه ملكك و منتهى سلطانك، بل نعلمك حيا قيوما لا تاخذك سنه و لا نوم.اقول: و قد تعجب بعض الناس من انه كيف يكون موجود لا كيفيه له و لا نظير له و لا كميه له، و له فى الوجود شواهد مثل الغضب و المحبه.فمن طلب كيفيه الغضب و المحبه لا يعرفهما الا باثار هما سوى كيفياتهما، لانه ليس للغضب و المحبه شكل و لون، فلا كميه لهما و لا كيفيه.و الخيال هو الذى يطلب الكيفيه و الكميه بواسطه الحواس.و المعقول المحض منزه عن ان يكون متخيلا.(قوله:) ليعلم كيف اقمت عرشك و كيف ذرات خلقك و كيف علقت فى الهواء سمواتك.قال بعض العارفين: العرش مثال مجلس الملك الذى يحضر هناك وزيره، و حول هذه الحجره رواق له ابواب، و على كل باب نائب من نواب الوزير.و الابواب هى البروج، و نواب الوزير الثوابت، و وراء الباب (130 پ) نقباوهم الكواكب المتحيره.و بين ايدى النقباء خدم و غلمان.فالخدم و الغلمان ينتظرون ما يرد عليهم من الا و امر و النواهى بوساطه الوزير و النواب و النقباء، فيقربون اقواما، و يطردون اقواما.فانظر فى دار الدنيا حتى تعاين سقوفا بلا عمد مثل السموات، و فرشا مثل الارض، وخزاين مثل الجبال و اوانى مثل انواع النبات، و سراجا مثل القمر، و مشعله مثل الشمس، و قناديل مثل النجوم.و لكن مثلك مثل نمله لها فى قصر الملك قريه و مسكن، فلا يحيط علمها الا بذخاير قوتها و مسكنها، و لم يحط علمه بجلال الملك و كماله و غلمانه و خدمه و وزرائه.قال الله، تعالى: و جعلنا السماء سقفا محفوظا و هم عن آياتها معرضون.و قوله: كيف مددت على مور الماء ارضك، المور الموج.قال بعض المفسرين يوم تمور السماء مورا، اى تموج موجا.