قوله: اذا اضرت النوافل بالفرايض فارفضوها، قال قوم: معنى ذلك ان اداء النوافل اذا كان مانعا عن اداء الفرائض، فاترك النوافل، و اشتغل باداء الفرائض.و قال قوم: اذا صلى النوافل رياء الناس، اضرت تلك النوافل بالفرائض.فمن حق من يخاف الرياء ان يقتصر على اداء الفرائض، فان اداء الفرائض بعيد من الرياء.و قيل: معناه ذكر بعد ذلك روايه عن اميرالمومنين: ان للقلوب اقبالا و ادبارا، فاذا اقبلت، فاحملوها على النوافل، و اذا ادبرت، فاقتصروا بها على الفرائض، يعنى بذلك حاله القبض و البسط.و قال فضيل بن عياض: كان فى الزمن الماضى لا يراوون بما يعملون من الطاعات و الان يراوون بما لا يعملون.و فى الاثر ان الله، تعالى، يقول للملائكه اذا صلى عبد من عباده رياء، او عمل طاعه رياء، انظروا الى عبدى الذى يستهزى بى.و قد تقدم القول فى الرياء.و قال قوم: من كان فقيرا او مريضا، (212 ر) و خاف انه ان اشتغل بالنوافل، فاتته الفرائض، فعليه بالفرائض لا بالنوافل.و اعلم ان النوافل وضعت تلافيا للخلل الواقع فى الفرائض و جبرا لانكسارها.فمادام الجبر سببا للكسر، فالاولى ان لا يكون.