خطبه 164-آفرينش طاووس
قوله: من خطبه فى اوصاف الطير، و خصوصا فى خلقه الطاووس، الطوس القمر.و طاس يطوس طوسا، حسن وجهه.و الطاووس فى كلام اهل الشام الجميل من الرجال، و سمى هذا الطائر طاووسا لحسنه.قوله: ما ذرا من مختلف صور الاطيار، اعلم ان من الحيوان ما يلزم مكانه و لا يبرح، مثل الاسفنج.و من الطيور يقع من بلاد الى بلاد، و طيور لا ينقطع طيرانه ليلا و نهارا، مثل صنف من الخفاش.و ليس شى ء من طير الماء يعشش او يفرخ فوق الشجر.و جوارح الطير ياكل جميع ما يقهره الا ما كان من جنسها.و من الحيوان قواطع و اوابد، و من الاوابد ما يلزم ماواه الطبيعى كالحمام، و منه ما يفارقه الى ماوى شتوى كالفواخت والغربان.و من القواطع ما يقطع من الشتاء الى قرب، و منها ما تجتاز فى الصيف المراوح و الروابى و ينتقل فى الشتاء الا الاغوار و السهول.و من القواطع ما يبعد مدى السفر، مثل الطير يطير من شرقى الجنوب الى غربى الشمال كالكراكى.منها ما يصيف الجنوب و يشتو بالشمال.و قيل: ان طير الماء يقطع من الهند ربيعا البحيره بباميان دفعه، و الدفعه الاخرى من باميان الى نقايع مرو.و الكراكى يسافر بخط واحد يقودها رئيس.و القطا يسافر جمله منتشره.فاذاهم قطيع من الطير بالقطع، تصايحت منذره بما يصنع ليلا.و من الطير ما يقوى على ريح دون ريح كالدراج، فان الجنوب يرخيه، و الشمال يقويه.