خطبه 176-درباره حكمين
شرح كلماته فيما قال من خطبه له فى معنى الحكمين، (144 ر) قوله: يجعجعا عند القرآن، و الجعجعه التضييق على الغريم فى المطالبه.و كتب عبيدالله بن زياد الى عمر بن سعد فى واقعه كربلا: اذا اتاك كتابى هذا فجعجع بالحسين، اى ضيق عليه و احبسه.قوله: فتاها عنه، يقال: تاه فى الارض، اذا ذهب متحيرا، و عنى بهما عمرو بن العاص و اباموسى الاشعرى.قول بما لا يعرف من معكوس الحكم، معناه انهما ذهبا، ليحكما بين على و معويه، فغر عمرو بن العاص اباموسى الاشعرى، و قال: تخلع انت عليا، و اخلع انا معويه، و نبايع عبدالرحمن بن عوف، و كان عبدالرحمن من اقرباء ابى موسى.و كان ابوموسى رجلا سليما، و كان يقدمه عمرو بن العاص على نفسه خداعا.فصعد ابوموسى المنبر، و قال: خلعت عليا و بايعت عبدالرحمن بن عوف، و كان عبدالرحمن غايبا.و نزل.و صعد عمرو بن العاص المنبر و قال: خلعت عليا و بايعت معويه.فهذا ما لا يعرف من معكوس الحكم.فان الحكم المستقيم هاهنا ان يحكم بين على و معاويه دون عبدالرحمن بن عوف.و ابوموسى تبرا من على و معويه، و اقتدا بعبدالرحمن بن عوف.و انما بعث ابوموسى لغير ذلك.و انما بعث ابوموسى و عمرو بن العاص للحكم بين على و معويه بموجب كتاب الله و السنه لا بموجب اهوائهما.فاذا حكما باهوائهما، فقد عكس الحكم.