خطبه 214-تلاوت يا ايها الانسان
شرح ما قاله بعد تلاوه قوله، تعالى: ما غرك بربك الكريم، بلول يقال بل الرجل من مرضه و ابل اذا برا.قوله خوف بيات نقمه، بياتا فى قوله، تعالى: فجائهم باسنا بياتا، اى ليلا، و هو اسم من بيت يبيت تبييتا، و سمى البيت بيتا لانه يبات فيه.قوله: مطرف عين، يقال: طرف بصره يطرف طرفا، اذا طبق احد جفنيه على الاخر، الواحده من ذلك طرفه، يقال: اسرع من طرفه عين.قوله: و ان السعداء بالدنيا، (غدا هم الهاربون منها اليوم.للناس حالتان: حاله فى دار الدنيا و يعبر عنها بالمستودع، و حاله بعد الموت و يعبر عنها بالمستقر.قال الله، تعالى: و هو الذى انشاكم من نفس واحده فمستقر و مستودع.فالانسان فى كدح مادام فى المستودع، كما قال الله، تعالى: يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه.فالشقى من طلب الراحه من حيث لا راحه هناك، و هو دار الدنيا.قال الله، تعالى: يحسبه الظمان ماء، حتى اذا جائه له يجده شيئا، فانهم طلبوا من الدنيا ما ليس فى طبيعتها، كما قال الشاعر: اريد فى ذمنى ذا ان يبلغنى ما ليس يبلغه فى نفسه الزمن فلا جرم صار مستودعهم بالاضافه اليهم مستقرا، كما قال الله، تعالى: و لكم فى الارض مستقر و متاع الى حين.و السعيدمن عرف ان الصحه و الغنيمه فى السفر، و ما التفت الى الدنيا و لذاتها، و هرب منها، الا بما يتبلغ به مراعيا فيه حكم الشرع.كما قال اميرالمومنين، عليه السلام، و اخبر الله، تعالى (159 ر) عن ذلك حيث قال: و ما الحيوه الدنيا فى الاخره الامتاع، و لا يركن الى الدنيا الا من جهل حقايقها و منافعها.و اخبر النبى، عليه السلام، عن ذلك حيث قال: ما انا و الدنيا، انما مثلى فيها كمثل راكب سار فى يوم صائف، فرفعت له شجره، فنزل، فقال فى ظلها ساعه، ثم راج و تركها.و قال النبى، صلى الله عليه و آله: من سكن قلبه حب الدنيا، بلى بثلث: شغل لا يبلغ مداه، و فقر لا يبلغ غناه، و امل لا يبلغ منتهاه.قال الله، تعالى: من كان يريد حرث الاخره، نزد له فى حرثه، و من كان يريد حرث الدنيا، نوته منها، و ما له فى الاخره من نصيب.قوله: رجفت الراجفه، الراجفه الزلزله.قوله: و لحق بكل منسك اهله، المنسك الذى يذبح فيه النسائك.قوله: خذ ما يبقى لك، المراد به قوله، تعالى: ما عندكم ينفدو ما عند الله باق، يعنى خذ من الدنيا الفانيه الثواب الباقى.