حکمت 105 - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حکمت 105

قوله: قد علق بنياط هذا الانسان بضعه هى اعجب ما فيه، و هى القلب، و له مواد من الحكمه و اضداد من خلافها، الى قوله: كل افراط له مفسد.

اعلم ان مملكه القلب مملكه لها جنود مختلفه، كما قال الله، تعالى: و ما يعلم جنود ربك الا هو.

و خلق القلب للاخره، و شانه طلب السعاده العظمى و لا يحصل للقلب معرفه الله، تعالى، الا بمعرفه صنع الله، تعالى.

و صنع الله، تعالى، العالم.

و معرفه عجائب العالم لا يحصل الا من طريق الحواس.

و قوام الحواس بالقلب، و المعرفه صيده، و الحواس شبكته، (197 ر) و القالب مركبه، و القالب مركب من العناصر.

و ذلك لضعيف بسبب هذا التركيب، و فى خطر الهلاك من داخل بسبب الجوع و العطش، و من خارج بسبب الافات، و احتاج فى دفع الم الجوع و العطش الى عسكرين: ظاهر و باطن.

فالظاهر هو الاعضاء، و الباطن القوى.

فما من شى ء الا و الانسان يشبهه من وجه: هو كالاركان بما فيه من الحراره و البروده و الرطوبه و اليبوسه، و كالمعادن بما فيه من العظام و الاعصاب، و كالنبات من جهه ما يتغذى و ينمو، و كالبهيمه من جهه ما يحس و يتخيل و يتوهم و يلتذ و يتالم، و كالسبع من جهه ما يحرد و يغضب، و كالشيطان من جهه ما يغوى و يضل، و كالملك م
ن جهه ما يعرف الله و يعبده، و كاللوح من جهه ما جعله الله مجمع الحكم.

و فى التوريه: فى بدن الانسان اربعه آلاف حكمه، و فى قلبه مثل ذلك.

و كالقلم من جهه ما يثبت بكلامه صور الاشياء فى قلوب الناس، كما ان القلم يثبت الاشياء فى القرطاس و اللوح.

فالانسان بقلبه صاد معدن العلم و الحكمه.

و وجود العقل فيه فى ابتداء الامر كوجود الماء تحت الارض المحتاج فى الاستقاء منه الى حفر.

و لما خلق الانسان على وجه يتحرى ما فيه اللذات، و اللذات محسوسه و معقوله، و طلب اللذات المحسوسه اغلب على الانسان، لانها من توابع الشهوه، لذلك قال الله، تعالى: كلابل تحبون العاجله، و تذرون الاخره.

و فى الانجيل: العقل صديق ممنوع، و القوى عدو متبوع.

و قد يظهر الانسان فى شعار النبات الحميد او الذميم، فتصير اما كالاترج الذى يطيب حمله و نوره و عوده و ورقه، او كالنخل و الكرم فى ما يوتى من النفع، او كالكشوث فى عدم الخير و تعدى الشر، و كالحنظل فى حراره المذاق، و على هذا نبه الله بقوله، تعالى: كلمه طيبه كشجره طيبه.

و يظهر تاره فى شعار الحيوانات المحموده، فيصير (197 پ: 225 پ كيدرى) كالنحل فى كثره منافعه و قله مضاره، و فى حسن سياسته، كما قال: و اوحى ربك الى النحل
.

او الخنزير فى الشره، او كالذئب فى العيث او كالكلب فى الحرص، او كالنمل فى الجمع، او كالفاره فى السرقه، او كالثعلب فى المراوغه، او كالقرد فى المحاكاه، او كالحمار فى البلاده، او كالثور فى الغمار.

و على هذا النحو من المشابهات دل بقوله، تعالى: و ما من دابه فى الارض و لا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم.

و يظهر تاره فى شعار الشياطين، فيغوى و يضل و يسول الباطل فى صوره الحق، كما دل، عليه بقوله: شياطين الجن و الانس يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا.

و انما يكون انسانا اذا وضع كل واحده من هذه الاشياء موضعها حسب ما يقتضيه العقل المستضيى من الشرع.

و قد ضربوا لذات الانسان و قواها امثالا صورتها بها.

فان تمثيل ما لا يدرك الا بالعقل بمتصور للحس يقرب من الفهم.

فقالوا: ذات الانسان يجرى مجرى بلد احكم بناوه، و شيد بنيانه، و حصن سوره، و خطت شوارعه، و قسمت محاله، و عمرت بالسكان دوره، و اجريت انهاره، و اقيمت اسواقه، و استعملت صناعه، و فيه ملك مدبر و للملك وزير، و صاحب بريد، و صاحب اخبار، و خازن و ترجمان، و كاتب، و فى البلد اخيار و اشرار.

فصناعها القوى التى يقال لها الجاذبه و الماسكه و الهاضمه و الدافعه و الناميه و الغاذيه.

و
الملك العقل، و دار ملكه القلب و الدماغ، و الوزير القوه المفكره، و مسكنه الدماغ، و صاحب البريد القوه المتخيله، و اصحاب الاخبار الحواس الخمس، و الخازن القوه الحافظه، و الترجمان النطق، و آلته اللسان، و الكاتب القوه الكاتبه، و آلتها اليه، و سكانها الاخيار و الاشرار.

فالاخيار القوى التى منها الاخلاق الجميله، و الاشرار القوى التى مها الاخلاق القبيحه.

(198 ر) فكما ان الوالى اذا تزكى وساس الناس بسياسه الله، تعالى، صار ظل الله، تعالى فى الارض، و وجب على الكافه طاعته.

كما قال: اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولى الامر منكم، كذلك متى كان العقل سايسا، وجبت على ساير القوى طاعته.

و كما لا ينفك اشرار العالم من طلب العبث و الفساد و تعادى الاخيار، كما قال: و كذلك جعلنا فى كل قربه اكابر مجرميها ليمكروا فيها، كذلك فى نفس الانسان قوى رديه من الهوى و الشهوه و الحسد، و تطلب الفساد و تعادى العقل و الفكر.

كما انه يجب للوالى ان يتبع الحق، و لا يصغى الى الاشرار، كما قال: و احذرهم ان يفتنوك، كذلك يجب للعقل ان لا يعتمد على القوى الذميمه.

و كما انه يجب على الوالى ان يسالم اعاديه اذا لم يقو عليهم، كما قال: و ان جنحا للسلم، فاجنح لها، و ان
لا يركن اليهم، و ان سالمهم، كذلك يجب للعقل ان يسالم الاشرار من قوى النفس اذا عجز عنها، و ان لا يركن اليها.

و كما ان الوالى اذا احس بقوه يحتاج ان يعدل الى نقض العهد و اظهار المعاداه، كما قال: فاذا انسلخ الاشهر الحرم، فاقتلوا المشركين، الى قوله: و اقعد و الهم كل مرصد، كذا حق العقل اذ قوى على قوى النفس ان لا يرجيها.

و كما ان شياطين الانس و الجن يضعف كيدها على من اختص بالايمان، و استعاذ بالله، و يقوى على من والاها، كما قال: انما سلطانه على الذين يتولونه كذلك يضعف كيد الهوى عن العقل اذا تقوى بالله و استعاذبه.

و قيل مثل الانسان مع قواه مثل مسافر معه رفقاء فى السفر، و هو مضطر الى مصاحبتهم، حتى ينقضى سفره، كما قال الشاعر: و من نكد الدنيا على الحر ان يرى عدوا له ما من صداقته بد فواحد امامه كانه رقيب يحفظه، و لكنه مموه يلفق (198 پ) الباطل تلفيقا، فيخلط الكذب بالصدق.

و آخر يمينه زعر يحميه عن اعاديه، لكنه ربما يغويه فيهيج هايجه فلا يقمعه النصح، كانه نار على حطب.

و آخر عن يساره و (هو) الذى ياتيه بالمعطم و المشرب، لكنه ارعن ملق قدر شبق كانه خنزير جايع.

و من حيلته ان يسلط هذا الزعر (على هذا الارض حتى يزبره زبرا و ان يطف
ى غلواء، هذا الزعر) التايه بخيلاء هذا الارعن الملق، و ان لا يجنح الى الباهت المتخرص، يوتيه موثقا من الله غليظا، ثم يصدقه فى ما ينهى اليه.

فالملق المموه الباهت كنايه عن الوهم، و الزعر عن الغضب، و الملق الارعن عن الشهوه.

و فى ذلك كلام طويل.

فاشار اميرالمومنين الى تقويم هذه القوى و حفظها على حد الاعتدال، حتى لا يودى الرجاء الى ذل الطمع، و الطمع الى الحرص، و الياس الى الاسف، و الغصب الى الغيظ، و غير ذلك من تفاصيل ما ذكرنا.

/ 365