خطبه 114-در طلب باران
شرح خطبه اخرى فى الاستسقاء: انصاحت جبالنا.انصاح الثوب، اى انشق، و انصاح القمر، اى استنار.اعتكر الظلام، اختلط، كانما كر بعضه على بعض.و يقال: ناقه حدبار و حدبير، و نوق حدابير، و الحدبار من النوق الضامر التى قد يبس لحمها من الهزال و بدت حراقفها.سقيا منك غير منون، على وزن الدنيا، اى يطلب سقيا منك، يقال: سقاه الله و اسقاه، و الاسم السقيا بالضم.يستغنى بها ضواحينا، و يروى: يستعين، اى يبلغ عيون الماء ظواهرنا.يقال حفرت حتى عنت اى بلغت العيون و الماء، يقال: عان يعين و يستعين، من ذلك هاهنا.مخضله، اى التى ياتى بالخضل و هو الندى.قوله: غير خلب برقها، البرق الخلب الذى لا غيث معها.و الخلب ايضا السحاب الذى لا مطر فيها.و فى الامثال انما هو كبرق (خلب)، يقال: برق خلب و برق خلب بالاضافه.و الخلب فعل من الخلابه، و هو الخداع.و الفعل منها خلب يخلب.و زعم قوم: ان اصل قولهم: خلبت، اى اصبت خلبه بفرح او خديعه او حزن.و الخلب حجاب القلب عندهم.و البرق الخلب كانه يخلب الشاتمين اذا اقلهم المطر و لم ياتهم.و يجوز ان تقول: برق الخلب، فتضيف البرق الى الخلب.و هو عند الكوفيين من باب اضافه الموصوف الى الصفه، كقولهم مسجدالجامع و دار الاخره و غيرها.و البصريون لا يجيزون اضافه الموصوف الى الصفه و ياولون هذا الباب على ما يصح حمله عليه.مسجد الجامع تقديره مسجد اليوم الجامع، و دار الاخره تقديره دار الساعه (104 ر) الاخره، و تقدير (برق) الخلب برق السحاب الخلب.و ذكرت تمام الكلام فى هذا الباب فى كتابى المعون بمجامع الامثال.يحفز ان يعلق و يحرض.الجهام السحاب الذى اراق مائها.و السماء هاهنا المطر.و العرب يسمى الشى ء باسم غيره اذا كان مجاورا له، او كان منه بسبب كمال، يقا (ل): عفيف الازار، اى عفيف الفرج.قال الله، تعالى: انى ارانى اعصر خمرا اى عنبا.و قال الله، تعالى: يرسل السماء عليكم مدرارا، اى المطر.القزع قطع من السحاب رقيقه، الواحده قزعه.قال الشاعر: كان رعاله قزع الجهام.و فى الحديث كانهم قزع الخريف.الذهبه مطر جود، و الجمع ذهاب.الشفان ريح فى ندوه و ندوه مع ريح.قال الشاعر: الهاه شفان لها شفيف هذه غداه، ذات شفان قال الشاعر: فى كناس ظاهر يستره من عل الشفان هذاب الفنن اى من الشفان و تقد (ير) الكلام: و لا ذات شفان ذهابها، فحذف ذات لعلم السامع به.