خطبه 005-پس از رحلت رسول خدا
شرح الخطبه الاخرى، افلح من نهض بجناح، يعنى: خاض فى امر هو مستعد له، و ان لم يكن مستعدا، سلم الامر الى غيره لينجو من تعب الطلب.ماء آجن، استعاره عن امر غير ملائم.و لقمه يغض بها آكلها، استعاره عمن يخوض فى امر لا ينتفع به.و اشار فى باقى كلامه الى استعداد القائل و ينهاز الفرصه.و من زرع ارض، غيره، فليغره ان يمنعه عن سقى زرعه و عن حصاده و عن التصرف فيه.فلا بد من التفكر فى العواقب فى كل الامور و نفى عن نفسه خوف الموت و حرص الدنيا، و هما من الاخلاق الذميمه.بعد اللتيا و التى، هو رجل من جديس تزوج امراه قصيره فقاسى منها الشدائد، و كان يعبر عنها بالتصغير، فتزوج امراه طويله، فقاسى منها ضعف ما قاسى من القصيره، فطلقها، فقال: بعد اللتيا و التى لا اتزوج ابدا.فجرى هذان اللفظان على الدواهى و الشدائد.و قيل: ان العرب تصغر الشى ء العظيم كالدهيم و اللهيم، فاشاروا الى الداهيه العظيمه باللتيا والى الداهيه التى دونها بالتى، و ذلك منهم رمز و قال الشاعر من جديس، بيت: بعد اللتيا و التى طلقت جهلا طلتى قوله: آنس بالموت من الطفل بثدى امه، هذه علامه انه من اولياء الله، تعالى.اوله: و الله ان ابن ابيطالب، عليه السلام، صحابه، فان الموت للسعيد مفتاح باب السعاده، كما ان الطفل لا يصل الى لذته الا بثدى امه، فكذلك السعيد لا يصل الى السعاده الا بالموت.قوله: اندمجت، روى بالخاء و الجيم، فمن رواه بالخاء فهو من الدموخ و هو الارتفاع (46 ر) و الاستيلاء، و منه (دمخ) اسم جبل، و هو معرفه لا يدخله الالف و اللام، يقال: اندمخت و دمخت، اى استولت.و من قال قال بالجيم، يقال دمج الشى ء دموجا، دخل فى الشى ء و استحكم فيه، و كذلك (اندمج و ادمج) بتشديد الدال.كل هذا اذا دخل فى الشى ء و استترفيه، فاندمجت يعنى انطويت.اى بئر مطويه.الا انهم جمعوه على الاطواء، فاجرى مجرى شريف و اشراف.و هذا اللفظ يدل على انهم لو سمعوا منه هذه الاسرار التى اشار اليها، لانفعلت انفسهم عن سماعها انفعالا لايقا بهذه النار.يقال: باح بسره يبوح بوحا و بواحا، اظهر ما فى بوحه اى نفسه.قال اميرالمومنين، عليه السلام: اندمجت على مكنون علم، رمز لا يعرفه الا من بلغ فى معرفه الله غايه.قوله: لالفيتم دنياكم هذه اهون عندى من عطفه عنز.كلام لا يقف على معناه من طريق الذوق، الا ان هذا الزهاد، و هذين الكلامين، جمع بين العلم و الزهد، و هما من خواص العارفين.اما الاندماج فقد عبروا عنه، و
قالوا: لا يفهمه الحديث، و لا يشرحه العباره، و لا يكشف المقال منه، و لا شى ء الطف من المعرفه، فكيف يعبر عنها.و قال آخر: لا يقع على العرفان عباره، لان العرفان سوى الله عند المومنين الموحدين.و قال آخر: الالفاظ وضعت على ما فى النفس، و لم يوضع الفاظ يدل على المعرفه.شرح الكلام الاخر: لا يرصد لهما القتال، يقال: ارصد له كذا اى هيا له، و يقال: رصد به اى يرقبه، و ارصدته اعددته.قال ابوعبيد فى حديث اميرالمومنين عليه السلام، حين اقبل يريد العراق، فاشار عليه الحسن بن على، عليه السلام، ان يرجع، فقال: و الله لا اكون مثل الضبع يسمع اللدم فيخرج فيصاد.رواه طارق بن شهاب.اللدم صوت الحجر او الشى ء يقع بالارض، و ليس بالصوت الشديد.يقال منه: لزمت الدم لدما.قال الشاعر: و للفواد و جيب تحت ابهره (46 پ) لدم الغلام وراء الغيب بالحجر و انما قيل للضبع: انها يسمع اللدم، لانهم اذا ارادوا ان يصيدوها، رموا فى حجرها بحجر، او ضربوا بايديهم باب الجحر، فيحسبه شيئا قصده، فيخرج لياخذه، فيصاد عند ذلك.و زعموا انها من احمق الحيوانات العجم.و يبلغ من حمقها ان يدخل عليها، فيقال: ليست هذه ام عامر، فيسكت حتى يصاد.فاراد اميرالمومنين، عليه السلام، ا
نى لا اخدع كما يخدع الضبع باللدم و يقال: فى (التدام)، النساء انما هو ماخوذ من اللدم، انما هو افتعال منه.قال الاصمعى: و يقال فى غير هذا: لدمت الثوب و ردمته، اذا رقعته.اضرب بالمقتل الى الحق المدبر عنه، اجازت (؟ ) بمن تبعنى من خالفنى، و اراد بالحق متابعته و بيعه الناس عليه، حتى ياتى على يومى اى يوم موتى.