حکمت 135
قوله: قله العيال احد اليسارين، اليسار على وجهين: يسار بكثر المال، و يسار بقله الانفاق.فمن قل عياله، قل انفاقه، و من قل انفاقه من افتقر.قال الامام الخجندى المقيم باصفهان: معنى الخبر ليس ما يظن القوم: ان من قل عياله كثر ماله، و لكن من قل عياله سهل عليه الانفاق، و كانت مئونته خفيفه، كما ان من كثر ماله سهل عليه الانفاق.و من قل عياله كان عيشه هنيئا، كما ان المتمول عيشه هنى.و اكثر الفضايح يكون من قله المال و كثره العيال، نعوذ بالله من ذلك.قوله: التودد نصف العقل، قال الامام الوبرى المتكلم: كان العقل قسمان: احدهما المعرفه بالعقلاء الحاضرين، و هو علم المشاهده، و ما سويهم تبع لهم.و القسم الثانى من العقل معرفه عادات العقلاء فيما يحبون و يكرهون، فموافقتهم فى ما يحبون و مجانبه ما يمكرهون هو التودد اليهم.مجموع هذين القسمين هو العقل، واحد هما نصفه.ذكر القفال الشاشى (203 ر) صاحب التفسير فى كتاب جوامع الكلم: ان المراد بالنصف هاهنا و فى قوله: نصف العقل، ليس على وجه التقدير و التحديد.و المراد بذلك لكل خصله من هذه الخصال حظ وافر و نفع تام.و هذا مشهور فى مذهب العرب.فان العرب يقول: من عرف طريقا فكانما سلكنصفه.و المراد بذلك ان معرفه الطريق ينفع فى سلوكه نفعا كاملا.و قال شريح القاضى: اصبحت و نصف الناس على غضبان.و المراد بذلك بعض الناس.لان فى الناس من لا يحتاج الى القاضى، فلا يرضى عنه و لا يغضب عليه.قوله: الهم نصف الهرم، قال بعض الاطباء: جميع العوارض النفسانيه يتبعها او يسحبها حركه اما الى خارج و اما الى داخل، و ذلك اما دفعه و اما قليلا قليلا.و يتبع حركتها الى خارج برد الباطن، و ربما افرط ذلك فيتحلل دفعه، فيبرد الباطن و الظاهر، و يتبعه غشى او موت، و يتبع حركتها الى داخل بروده الظاهر و حراره الباطن.و ربما اختنقت من شده الانحصار، فيبرد الظاهر و الباطن، و يتبعه غشى عظيم او موت.و الحركه الى خارج، اما دفعه عند الغضب، و اما اولا فاولا كما عند اللذه و عند الفرج المعتدل.و الحركه الى داخل اما دفعه كما عند الفزع، و اما اولا فاولا كما عند الحزن.و الاختناق و التحلل المذكوران انما يتبعان دائما ما يكون دفعه.و اما النقصان و الذبول فيتبعان دائما ما يكون قليلا قليلا لا دفعه.و قد يتفق ان يتحرك الى جهتين فى وقت واحد (203 پ) اذا كان العارض يلزمه عارضان مثل الهم، فانه قد يعرض منه غضب و حزن، فتختلف الحركات، و له تاثير قو
ى فى الشيب.