خطبه 004-اندرز به مردم
الجاش و ربط الجاش، اى شديد القلب، كانه يربط نفسه عن الفرار.و هذا دعامته.عواقب القدر الخزى و الفضيحه.سترنى عنكم جلباب الدين، هو معنى قول الله، تعالى: اوليائى فى قبابى لا يعرفهم غيرى.و انطق العجماء ذات البيان، عنى به لسان الحال و القرائن الشاهده.و يحتمل ان يكون المراد بالعجماء الادله و البراهين.قوله فى جواد المضله، بفتح الضاد و كسرها الفتان، يقال: ارض مضله بفتح الضاد، اى يضل فيها الطريق.و مضله يضل فيها السالك لكثره الطرق.العجماء البهيمه.و سميت عجماء لا يتكلم.و فى الحديث: العجماء جبار، و روى: الرجل جبار، اراد: جرح العجماء جبار، اى هدر.و البيان الفصل بين الحق و الباطل فى قوله، تعالى، هذا بيان للناس، و قوله: علمه البيان.و ذات البيان حقيقه البيان، ماخوذ من قول الله، تعالى: ذات بينكم، يعنى حقيقه فصلكم.و فى مجمل اللغه: البيان الكشف عن الشى ء.فيحتمل ان يكون معناه: انطق العجماء ذات البيان، انى انطق لكم التى لا يتكلم بحرف حقيقه البيان، يعنى الفصل بين الشيئين و الكشف عنه.و قيل معناه: انطق لكم الذى لا يتكلم بالحرف، و هى ذات البيان (و هى لسان) الحال.و قيل: البيان ما يبين به الشى ء من الدلاله غيرها.و صلوه النهار عجماء، لانه لا يجهر فيها القرائه.قوله: اشفق، الالف الف التفضيل.غلبه الجهال، قوم موسى حيث حكى الله عنهم و قال: انكم قوم تجهلون.و دو (ل) الضلال فرعون و قومه، حيث قال الله، تعالى: و اضل فرعون قومه و ما هدى.اليوم توافقنا، بتقديم القاف.(من وثق بماء لم يظما) يجرى مجرى المثل، و المراد بذلك ان من تخيل وجود الماء عنده، ما حركه تخيله على طلب الماء، و ما خاف فقد ان الماء، فيكون ظماه عند الحاجه فحسب، و ما دعاه تخيله (45 پ) و توهمه الى الحذر من فقدان الماء، فلا يكون ظلماه مضاعفا.و يحتمل ان يكون المراد بذلك انه لا يظما، لانه يشرب قبل الظما فلا يظما.و فى ذلك سر يعرفه المحققون.قوله: ما شككت فى الحق مذ اريته، اخبر عن محافظته، على عمره و مواظبته على صيانه ظاهره و باطنه.