قوله: كن فى الفتنه كابن اللبون، لا ظهر فيركب، و لا ضرع فيحلب.ابن اللبون ولد الناقه اذا استكملت السنه الثانيه و دخل فى الثالث، لان امه وضعت غيره، فلها لبن.فهو نكره و يعرف بالالف و اللام.قال الشاعر: و ابن اللبون اذا ما لزفى قرن لم يستطع صوله البزل القناعيس و قيل المراد بذلك انه (قال:) كن فى الفتنه بحيث لا مطمع لاحد من طريق القوه و من طريق المال، يعنى لا تهيج الفتنه بنفسك و مالك.عبر عن القوه بالظهر، و عن المال باللبن.و قيل: لا تكن فى الفتنه منقادا لصاحب الفتنه بحيث يركبك، اى يحملك وزره، و يستمد منك، كما يستمد الحالب من اللبن: و المراد بالقولين: لا تكن سلس القياد فى الفتنه و الشر.
حکمت 002
قوله: من امر عليها، المراد بذلك ان اطلاق اللسان فى ما لا يعنيه و ما يستهينه يفضى الى وضع القدر و الحريه عند الناس.لان الايذاء انما يشتهيه (188 پ) الانسان و يرغب فيه، و من (امر) لسانه على اذ دراء الناس، فقد هان عليهم و خف وزنه عندهم.