قوله: من استقبل وجوه آلاراء، عرف مواضع الخطاء.هذا هو الاصل فى معرفه الصحيح من الفاسد، اذا احتمل المتنازع فيه وجوها جايزه مختلفه.فانما يظهره الحصيح منها و الفاسد بالقسمه.ثم يبطل ما يحتمل من الاقسام بالسبر و الامتحان، فيبقى الواحد منها صحيحا، و يظهر ان مادونه فاسد.و قال قوم: اجزاء الانفصال اذا كانت متناهيه، فاذا ابطلت و استثبت البعض، بقى البعض صحيحا، و ظهر فساد البعض الاخر.و فى مواضع الغلط بيان مذكور.
حکمت 174
قوله: ما اختلفت دعوتان الا كانت احديهما ضلاله، قال الامام الوبرى: هذا مخصوص فى ما قام فيه الدليل، و كان العلم به مطلوبا، و اذا اختلف الاعتقادان فيه، فاحدهما ضلال لا محاله.
حکمت 179
قوله: من ابدى صفحته للحق هلك، قال: معناه من اظهر جميع ما يعتقده من الحق، و دعا الناس الى جميع ما علم من الصواب جمله و تفصيلا، فانه لا يسلم عن الناس، و لم يلبث حتى يهلك لشده معاداتهم له.و هذا كقوله: من ابدى صفحته للحق، هلك عند جهله الناس.
حکمت 181
قوله: ايكون الخلافه بالصحابه، و لا يكون بالصحابه و القرابه، هذا تعريض بمعاويه، فانه كان يدعى انه من الصحابه، و يدعى انه من عبدمناف و تنتحل الخلافه بمشوره من الصحابه و بيعتهم، فلذلك قال: و المشيرون غيب.فان اهل الحل و العقد هم المهاجرون و الانصار، و لم يبايعوا معويه قط، و ما رضوا بامارته، بل انكروا عليه حتى انتهى الانكار الى القتال.