خطبه 003-شقشقيه
شرح الخطبه المعروفه بالشقشقيه، و فى هذا الخطبه، كما قال بعض الشعراء: كلام الامام امام الكلام كنشر الخزامى وصوب الغمام و يقال لها المقمصه ايضا، من قول العرب: قمصه تقميصا فتقمصه، اى لبسه، كما يشتمل المقيص على لابسه.و الشقشقه لمنسوبه الى قوله: هذه شقشقه.و الشقشقه بالكسر شى ء تخرجه البعير من فيه اذا هاج.و يقال للخطيب.ذو شقشقيه، يشبه بالفحل.ثم اطلق لفظه الشقشقه على الكلام الذى يتكلم به، و الفم آلته.و بالزريتم القميص و يتزين، لذلك قال: مكان الزرمن القميص.قوله: محل القطب من الرحى، قطب الرحى فيه ثلث لغات: بفتح القاف و كسرها و ضمها.و سمى لان القطب مجمع امر الرحى و دور الرحى عليه.و قطب الرحى ماخوذ من قطب الفلك، و هو جزء من اجزاء الفلك عند كوكب صغير ابيض بين الجدى و الفرقدين، يدور عليه الفلك.و يقال هو قطبهم اى سيدهم.و يقال لصاحب الجيش قطب رحى الحرب.و المعنى يدور على كما يدور الرحى على القطب.و لو لا القطب لما انتظمت حركه الرحى.فالمعنى ان (42 پ) امرها بى يقوم.و يروى ينحدر، يريد انها ممتنعه على غيرى و لا يجارينى مجار، و هو كلام مستانف غير موصول.المعنى: اراد انه عالى المكان و المحل، لان السيللا ينحدر الا عن الاماكن العاليه.قوله: و لا يرقى اليه الطير، هذا وصف يقتضى بلوغ الغايه فى العلو و الارتفاع، لانه ليس كل مكان ينحدر عنه السيل لا يرقى اليه الطير من العلو.سدلت، اى ارخيت بينى و بينها حجابا.و يقال: طويت عنها كشحا، اى اعرضت عنها، و الكاشح الذى يوليك كشحه اى جنبه.و من اعرض عن شى ء فقد طوى عنه كشحه، و طفقت، اخذت، و اقبلت ارتاى على مثال افتعل من الراى اى ادبر و افكر.بيد جذاء بالجيم و الحاء، اى مقطوعه.و يقال يد جذاء، اذا لم توصل، و المراد ما وصلنى من استعين به.يشير الى قله الناصر.و هى استعاره مليحه.قوله: طخيه عمياء، الطخى يدل على ظلمه و غشاء.و الطخيه بضم الطاء و فتحها الظلمه و شى ء من سحاب، و كلمه طخياء غير مفهومه.و ذلك اللفظ ماخوذ من قولهم: وجدت على قلبى طخاء اى شبيه كرب.و الطخيه السحابه الرقيقه يشبه بها ما يشمل الانسان من الهم و الكرب.و هذه استعاره.