لطفا منتظر باشید ...
خطبه 162-در توحيد الهى
و من خطبه له، عليه السلام: (133 پ) الحمد لله خالق العباد، الخالق معناه انه ابتدا الخلق اول مره.الخلاق معناه انه يخلق الى آخر الدهر، حتى يتم له الخلق، فلا يزال يخلق كل يوم خلقا من بعد خلق.و يقال فى العرب: جزار، لم يكون من عادته ان يجزر الابل.و اصل الخلق التقدير، يقال: خلق اذا قدر.قال زهير: و لانت تفرى ما خلقت و بعض القوم يخلق ثم يفرى و يقال: الله، تعالى خالق، لانه قدر الاشياء كلها، ثم امضاها.و هو الخالق فى ابتدائه الخلق، و الخلاق فى تتميمه اياه الى اخر الدهر.بعلم و حكمه و صلاح.و الخالق المقدر بعلم كامل.و لا يقال للانسان: الخالق، لان العالميه الحقيقيه لله، تعالى لا للعباد.لذلك قال الله، تعالى: هل من خالق غير الله.قوله: مسيل الوهاد، الوهده المكان المطمئن، و الجمع وهذ و وهاد.قوله: الاول لم يزل، قيل له: اول، لانه لم يزل قبل كل شى ء، فاحدث الاشياء بعد ان لم يكن.قوله حد الاشياء عند خلقه لها ابانه لها من شبهها، يعنى ميز بين الاشياء بالفصول الذاتيه و الخاصيه، ليبين النوع، و بالعوارض ليبين الصنف بعضه من بعض.قوله: لا تقدره الاوهام بالحدود و الحركات و لا بالجوارح و الادوات، اى لا يقدره الاوهام بالحدود المكانيه و الزمانيه.قوله: لا يقال له (متى)، المعنى ان الاوقات محدثه، فلا يصحب الا الحوادث.و اذا كان الله، تعالى، قديما، فلا تعلق بينه و بين الاوقات.و لا يجوز ان يقال: متى كان الله، لانه لفظ لوقت معين، فلا مدخل له فى صفات الله، تعالى.و كذلك (حتى) لفظ لوقت مستقبل.قوله: الظاهر، لا يقال: مما، و الباطن لا يقال: فيما، لانه يقال: ظهر من كذا و كذا، اذا كان ذلك الشى ء ظرفا لما ظهر، اما ظرف مكان، او ظرف زمان، او صدر من جهه فاعل، الله تعالى عن جميع ذلك علوا كبيرا.و الباطن (134 ر) لا يقال: فيما، لانه يخفى الشى ء فى غيره، فيكون باطنا فيه، اما بالمجاوره و الحلول، ثم يظهر منه.
