حکمت 285
قوله: لا تصحب المائق، فانه يزين لك فعله، الموق حمق فى غباوه.و يقال احمق مائق.الاحمق لا يتصور نقصانه، بل يتخيل نفسه كامله، و يودان تكون مثله.و قال بعض الحكماء: الاحمق، هو ما يتخيل مضاره فى صوره منافعه.و لو كان كذلك، فكل واحد منا احمق، لاننا نتخيل الدنيا و زخارفها، و هى مضار، فى صوره منافعنا.و سئل عن مسافه ما بين المشرق و المغرب، فقال: مسيره يوم للشمس.لهذا الكلام شرح طويل قنعنا منه بمجمل دون مفصل.الافلاك على ما قيل سبع، و السموات السبع على موجب قول الله، تعالى، العرش و الكرسى، فيكون تسعا.فاقربها الينا فلك القمر، و الفلك الثانى مما يلينا لعطارد، و الثالث للزهره، و الرابع للشمس.و الخامس للمشترى، و السابع لزحل، و الثامن للثوابت، و التاسع فلك الافلاك، و هو غير مكوكب، و يقال له الفلك الاطلس و الفلك الاعظم و المحيط.و هذا الفلك يدور من المشرق الى المغرب، و يدور معه سائر الافلاك باذن الله و تقديره دوره واحده فى كل يوم و ليله حوالى الارض.و هذا معنى قول الله، تعالى: و لقد خلقنا فوقكم سبع طرائق، و قوله: سبع سموات طباقا، و قوله: افلا تنظرون الى الابل كيف خلقت، و الى السماء كيف رفعت، و الى الجبال كيف نصبت، و الى الارض كيف سطحت.قد مسح المهندسون الارض فقد روها اربعه و عشرون الف ميل، و قدروا قطرها سبعه آلاف و تسعمائه و ستين ميلا.و لها اربعه اركان: المشرق و المغرب و الجنوب و الشمال.هذا على الاضافه.و يجوز على هذا الوصف ان يكون بلده مشرقا لقوم و مغربا لمن فوقهم، و ان يكون بلد مغربا لقوم، مشرقا (لمن) دونهم.و كذلك الجنوب (213 پ) و الشمال، كما قال الله، تعالى: و اورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض و مغاربها.قال بعض المفسرين: انها بيت المقدس.و قال قوم: ما كان على يمين خط الاستواء، و هو مدار راس الحمل و الميزان للتوجه الى المشرق من البلدان فهى جنوبيه، و ما كانت على يساره فهى شماليه، و ما كان من البلدان نحو المشرق من خط نصف النهار، و هو الخط الذى يحيط بالفلك الاعظم مارا على قطبيه بحذاء قبه الارض التى اصطلحت عليها ارباب تلك الصناعه.و القبه كما نقل بلده باليمن، فهى مغربيه.و بعد كل بلد من خط نصف النهار يسمى طول البلد، و بعده من خط الاستواء يسمى عرض البلد.و قوله، تعالى: و من الارض مثلهن، قيل: هى الاقاليم السبعه، و قيل: هى الاراضى المنقطعه، و قيل: اقسام من خط الاستواء الى جنب الشمال و منقطع العمران
عند ياجوج و ماجوج على عرض ثلث و ستين درجه، و انتهى الى الامم الذين يسكنون من شده البرد، و هم غير محمودين فى طبايعهم لقساوه قلوبهم و خلافه ابدانهم.اما النصف الجنوبى فجاء بيننا و بين الوصول اليه و الوقوف على عمرانه و خرابه بحار و ارضون.