قوله: ما اخذ الله على اهل الجهل ان يتعلموا، حتى اخذ اهل العلم ان يعلموا.قال الامام الوبرى: فريضه العلم ينقسم الى عقلى و شرعى، و كلاهما ينقسم الى فرض عين و كفايه.فاما العقلى، فلابد فيه من منبه على الادله (127 ر) فكما وجب على الجاهل ان يعلم بعقله ما يحتاج اليه، يجب ايضا على العلماء ان ينبهوا بالسنتهم و تصانيفهم.و لذلك كثر فى هذه الامه من العلماء فى هذا الجنس الدرس و التصانيف و صنوف المذكرات و غير ذلك.و اما المسموعات ففيه فرض عين و كفايه.و كلى القسمين فى السمع يحتاج فيها الى هاد و مبين و واصف للمذاهب و دلالاتها.و علم الشرع لا طريق له الا السمع.فالمفيد فى العقليات ان يكون منبها لا معلما.و يجوز ان يقال فى مفيد العقليات علمه كذا، اذا وصف المعلوم و الدليل.فاما الواصف للشرع و ادلته، فانه يقال علمه كذا و عرفه كذا و هداه.فهذه الاسماء حقيقه فيه.و من قال حكما باجتهاد، فقوله دليل و هدايه و بيان و تعريف.و اما المعلم على الاطلاق، فيقال لمن حرفته تعليم الصبيان، و المودب لمن حرفته تاديبهم.