قوله: رمى غرضا، و احرز عوضا، التكليف ينقسم الى عقلى و سمعى.فالعقلى منها ما ينبغى ان يفعل على وجهه الذى وجب و حسن.و اما الشرعى فللثواب مدخل فى وجه حسنه.و لهذا يجب علينا ان ننوى الثواب فى اقامه الصلوه و الصيام و ساير العبادات الشرعيه، كما يجب علينا به العباده و الصلاح.فقوله: رمى غرضا و احرز عوضا، يجوز ان يكون اشاره الى كون الثواب غرضا فى الشرعيان و داعيا الى العقليات.و قال قوم: الغرض هاهنا ليس بمعنى الهدف، و انما هى استعاره، فالغرض الاول تنحيه مادون الحق عن مستن الايثار، و الثانى تطويع النفس الاماره للنفس المطمئنه.و الثالث تلطيف السر للتنبيه.و الغرض الاول يعين عليه الزهد الحقيقى.و الغرض (75 ر) الثانى يعنين عليه العباده المشفوعه بالفكره، ثم الالحان المستخدمه، ثم نفس كلام الواعظ من قايل زكى بعباره بليغه و نغمه رخيمه و سمت رشيد.و اما الغرض الثالث فيعين عليه الفكر اللطيف.فهذا معنى قوله: عندهم رمى غرضا و احرز عوضا.و العوض خلسات من اطلاع نور اليقين يتبع هذه الاغراض.