شرح الكلام الاخر، انتم فى شر دين و فى شر دار، ما عنى بالدار عليه السلام مكه و المدينه.و قال قوم: اى انتم فى دار يعنى فى بلاد لانبات فيها و لا فاكهه و لا طعام و لا لباس.و قال قوم: الدار القبيله فى قول النبى، عليه السلام: الا اخبركم بخير دور الانصار و دارات العرب (59 پ) ست عشر داره.و قوله: معشر العرب، اى يا مشعر العرب، قيل: اراد به اهل الكوفه و هم من خثعم وطى ء.و خثعم وطى كانوا لا يعظمون فى الجاهليه الكعبه و الحرم و الاشهر الحرم.و قوله: و شر دين، يعنى عباده الاصنام، فان كل دين فيه كتاب و نبى، احسن من عباده الاوثان.قوله: تاكلون الجشب، هذا تفصيل قله منافع بلادهم، و كونهم فى مفاوز بلا ماء جار و لا نبات و لا زرع.يقال: طعام جشب و مجشوب غليظ خشن لا ادم معه.قوله و تسفكون دمائكم و تقطعون ارحامكم، يعنى تغير بعضكم على بعض، و ان كانوا اقارب.و فى حرب داحس و الغبراء، و وقايع البسوس التى ذكرتها فى مجامع الامثال من تصنيفى دلائل على ذلك.قوله: فضننت بهم عن الموت، هاهنا سر لطيف، و هو انه لو ساعده قوم لهم اهبه وعده، لما طمع فيه و فى اقاربه و اهل بيته خصمه، و اذا قصدهم قاصد، يهول عليهم دفعه.و اذا قل انصاره، و لم يبق عنده الا اهل بيته، طمع فيه كل من عاداه، فهو لا يخاصم احدا عند ذله انصاره، حتى لا يكون اهل بيته على خطر عظيم.قوله: على اخذ الكظم، الكظم مخرج النفس، و منه (اخذت بكظمه) اى منعت نفسه ان يخرج.قوله: على امر من طعم العلقم، فى اصول اللغه اصول الحنظل، و من الحنظل ما هو ذكر و ما هو انثى.و فى القرابادين الكبير، العلقم قثاء الحمار، و له مراره لذاعه.و انما خصصه من بين ساير المرارات، لانه مفجر، للجراحات و يقى ء و يسهل و يهلك الجنين.شرح الكلام الاخر.قوله: و لم يبايع حتى شرط ان يوتيه على البيعه، المراد بذلك ان عمر بن العاص شرط على معاويه ان يفوض اليه ولايه مصر حتى يبايعه، و قال له: اقطعنى المصر، فوقع بينهما تدافع حتى ضمن له ذلك.