خطبه 181-توحيد الهى
قوله: انبا نوف البكالى، فالبكاله البكيله، و نسبت الى البكاله، لانه يبيع البكاله، و قيل هو البكيلى، و بكيل حى من همدان، و منه قول الكميت: لقد شركت فيه بكيل و ارحب.جعده بن هبيره المخزومى ابن اخت اميرالمومنين على بن ابيطالب، عليه السلام.قوله: حمدا يكون لحقه (146 پ) قضاء و لشكره اداء، قل معناه قضاء و اداء فى وقت واحد، لان ما يوجبه نعمه، تعالى، من الشكر فى كل وقت يصح ان يقضى و يودى، و ما لا يصح خروجه الى الوجود لا يقدر عليه، و ما لا يقدر عليه لا يصح وجوبه، و ما لا يصح وجوبه لا يصح من الحكيم ايجابه.و لما اوجب الشكر، فى كل وقت، دل على صحه وجود الشكر فى ذلك الوقت المعين.ثم كذلك حقها فى كل وقت الى ما لا يتناهى من الاوقات.قول: خنع له مذعنا، الخنوع كالخضوع و الذل، و اخنعتنى اليك الحاجه، اخضعتنى.قوله: لم يولد، فيكون فى العز مشاركا، و لم يلد، فيكون مورثا هالكا.المعنى لانه لو ولد، لوجب ان يكون له والد، لانه لا يجوز ان يكون مولود بلا والد، و يعنى به من حى يكون اصلا له، و هو متولد عن اجزائه، ذكرا كان الاصل او انثى، و اذا كان له والد، فقد شارك الولد فى العز و القدره و المملكه.فلذلك قال: لم يولد، فيكون فىالعز مشاركا، لان التقدم يربى على المشاركه فى العز.و اذا تقدمه الوالد، و جاز ان يتقدم عليه غيره، فلان يجوز ان يشاركه غيره اولى.قوله: و لم يلد، فيكون موروثا هالكا، لان من جاز عليه الولد، جاز عليه الموت و الفناء، فيجوز عليه حينئذ ان يرثه الولد و يبقى بعده.فيكون الوالد موروثا هالكا.فابطل، عليه السلام، بالكلام الاول الشركه و بالثانى الفناء.و قال قوم: من يولد، فانما يولد لان نوعه يبقى بالتوالد، و ما يبقى نوعه بالتوالد بالاعيان، له جنس و فصل و شريك.فلذلك قال: فيكون فى العز مشاركا.مثاله ان الانسان يتوالد، لانه ان لم يتوالد لم يبق نوع الانسان، فيكون مع الانسان انواع مشتركه داخله تحت جنسه.و قوله: لم يلد فيكون موروثا هالكا، كل من يتولد منه، فانما يتولد، لان المولد لا يبقى.و لو كان (147 ر) باقيا لم يولد منه، فانما يتولد مثله، و بقى هو دايما.و لهذا نظاير فى النبات و الحيوانات، لا يحتمل الموضع زياده على ما ذكرناه.قوله و لم يتقدمه وقت و لا زمان، انما كان ذلك، لان الوقت حادث، و الله، تعالى قديم، و مقارنه الحادث للقديم محال، فتقدمه عليه اولى.قوله: و لم يتعاوره زياده و لا نقصان، لانه ما من حى سواه الا و يجوز عليه
الزياده و النقصان.قوله: فى صفه السموات، موطدات بلا عمد، قايمات بلا سند، دعا هن فاجبن طايعات مذعنات غير متلكئات و لا مبطئات، هذا الكلمات ماخوذه من قول الله، تعالى: ثم استوى الى السماء و هى دخان، فقال لها و للارض ائتيا طوعا او كرها، قالتا اتينا طائعين.