حکمت 139
قوله: اخرجنى الى الجبان، الجبان الصحراء.(قوله:) عالم ربانى و متعلم على سبيل النجاه.اما العالم الربانى، فهو العالم الذى حصل من العلوم علوما الى الاخره، و من الحرص الى القناعه، و من الغفله الى التقوى.و المتعلم المذكور هو الذى يتعلم لاجل ذلك.قال الامام الوبرى: معنى ذلك ان كل واحد من القسمين من العالم و المتعلم انما يفوز و يباين الهمج الرعاع اذا جمع وصفين.فالعالم انما يفلح اذا جمع بين العلم و العمل، و المتعلم انما يفوز اذا جمع الى التعلم القصد الى سبيل نجاته.فاذا كان العالم غير عامل، و العالم غير قاصد لسبيل النجاه، فهما من جمله الرعاع.الهمج جمع همجه و هو ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجه الغنم و عينيها.و يقال للرعاع من الناس الحمقى: انما هو همج.و قول الراجز: قد هلكت جارتنا من الهمج قالوا: الهمج هاهنا سوء التدبير فى المعاش.الرعاع الاحداث و الطغام.قوله: العلم يزكو على الانفاق، لان الهدايه الى الدين و الابانه للناس عن تفاصيل العلوم يفتح لصاحبه ابواب العلم، و يسهل عليه الوقوف على الادله و الوصول الى العلوم المتطرقه.و ربما يذكره ما نسى من الدلايل و المعلومات.فلذلك قال: و العلم يزكوا على الانفاق، و قال الله، تعالى: و الذين اهتدوا زادهم هدى.قوله: صنيع المال يزول بزواله، و المعنى ان صنيع المال يفنى و اثر العلم يتوارث.قوله: اصبت لقنا غير مامومن، يعنى يطلب العلم للدنيا.و مستظهرا بنعم الله على عباده و بحجته على اوليائه، عنى به المعاند المجادل او منقادا لحمله الحق، عنى به المقلد الذى يقبل قولا (بلا) حجه اما لغفلته و (204 پ) و ركونه الى الدنيا و اما لفياله رايه.قوله: او منهوما باللذه مستغرقا فى اللذات الخسيسه ارتمست فيه الامور الشهوانيه.قوله: صحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقه بالمحل الاعلى، عنى به انهم ما التفتوا الى غير الحق، و اماطوا القذى عن طريقهم كما يميط الدهقان الشوك و الكشوث عن مزارعه.و واظبوا على الذكر و الفكر.و من واظب على ذكر مذكور انس به.و من انس بشى ء، غفل عمادونه.فلذلك قال: ارواحها معلقه بالمحل الاعلى.هذا خبر عن فقراء آخر الزمان و ارباب التوحيد، لذلك قال: آه آه شوقا الى رويتهم.