حکمت 004
قوله: العلم وراثه كريمه، تقدم الكلام فى العلم و فضيلته، و العلم النافع الذى طلبه فريضه.قوله: الاداب حلل مجدده، اى لا يبلى، بل يزداد بكثره التجارب و الممارسه كل وقت جده.و عنى بالاداب هاهنا آداب الشرع التى هى مكارم الاخلاق.قوله: الفكر مراه صافيه، اعلم ان كل علم لا يحصل بديهه، فلابد من طلبه.و لا يمكن طلب ذلك المجهول الا بمعروفين يولف بينهما، حتى يعرف من تاليفهما هذا المجهول.و هذان المعروفان كالاصلين.و مثالهما راس المال للتاجر (و العلم بالتجاره).فمن استولى على راس المال، و لم يعرف التجاره، فقد ضيع راس ماله.و من فاز براس المال، و كان عارفا بالتجاره، فقد فاز بالربح العظيم.و مثال ذلك ان من اراد ان يعرف ان العقبى خير من الدنيا، لا يمكنه ان يعرف ذلك الا بمعرفه اصلين: احدهما ان الباقى خير من الفانى، و يعرف ان العقبى باقيه و الدنيا فانيه.فمثل هذين العلمين كالزند و المقدحه و مثل التفكر مثل حركه اليد عن القابس.و مثال معرفه المجهول المطلوب مثال النار التى يخلقها الله بسبب الزند و المقدحه و حركه يد القابس.فذلك قال اميرالمومنين: الفكر مراه صافيه.و الدرجه الاولى من الكفر ان يتفكر فى نفسه و اعماله المكروه و رذايله الخبيثه، فيتخلص نفسه منها.و الرذايل الظاهره كالمعاصى، و الباطنه كالحرص و الحسد و البخل و امثال ذلك داخله فى هذا المعنى.و الدرجه الثانيه التفكر فى افعال الله، تعالى.و تقدم الكلام فى بعض عجائب مخلوقات الله، تعالى.(189 پ).و لذلك قال النبى، عليه السلام: تفكروا فى المخلوقات و لا تتفكروا فى الخالق.