خطبه 145-در فناى دنيا
قوله: قد مضت لنا اصول نحن فروعها، منقول عن منوچهر الملك فى الكتب القديمه، و التوارد يتفق فى الاشعار و الحكم و المواعظ.قوله: ان عوازم الامور افضلها، يعنى الامور القديمه.و العوزم الناقه المسنه و العوزم العجوز.قال الشاعر: لعوزم و صبيه سغاب.خطبه 147-در هدف از بعثت
قوله: و اعلمو انكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذى تركه، قيل: يحتمل معناه ان الحق لا يمكن معرفته بتفاصيله و احكامه، حتى يعرف من خالف الحق.فاما نفس الحق على الجمله، فانه يعرف قبل معرفته بالمبطل.و يحتمل ان المراد بقوله حتى تعرفوا الذى تركه، نفس الباطل.فذكر تارك الحق و هو المبطل، و اراد نفس الباطل.و هذا صحيح، لان من اراد ان يعرف الله، تعالى، لا يمكنه ان يعرفه حتى يعرف ان ساير الاشياء التى شاهدها و يتوهمها ليس فيها ما يعبد و يكون الها.و هذا تفصيل قول القائل: (لا اله الا هو)، و فرق بينهما.فان احدهما توحيد الخواص و الاخر توحيد العوام.و اشار الى هذا المعنى سيدالمرسلين ايضا، عليه الصلوه السلام، قال: من كفر بالجبت و الطاغوت، فقد آمن بالله.و تصديق ذلك فى كتاب الله، تعالى: فمن تكفر بالطاغوت (116 پ) و يومن بالله، فقد استمسك بالعروه الوثقى لا انفصام لها.و العرب يسمى الكاهن و الكاهنه الجبت و الطاغوت.قال جابر بن عبدالله: الجبت فى حبشه و الطاغوت فى اسلم.و قال: بعض اللغويين: الجبت السحر، و الطاغوت الكاهن.قيل: الجبت ليس من محض العربيه، لاجتماع الباء و التاء فى كلمه واحده من غير صرف.قوله: و الطاغوت فاعول من الطغيان.و قيل الجبت و الطاغوت الشياطين.فالتمسوا ذلك من عند اهله، اشاره الى ان من لم يقف على اهل مطلبه لم يفز بمطلبه، كما ان من لم يقف على معدن الذهب و الفضه، لم يفز بهما، قال الذهب لا يوجد من معادن الملح و النفط و الكبريت.و قوله: عليه السلام: وصمتهم عن منطقهم، فالمراد بذلك ان طاعتهم طاعتان: طاعه بالظاهر، و طاعه بالباطن.و طاعه الباطن اقرب الى القبول من طاعه الظاهر، فان المقصود من عمل البدن تغيير صفه القلب.و ليس المراد من عمل القلب تغيير صفه البدن.فان المسافر من منزل الدنيا الى الملكوت هو القلب.فصمتهم يخبر عن منطقهم، لانهم اقبلوا بالكليه على اعمال القلوب.و قال النبى، عليه السلام: نيه المومن خير من عمله.قوله: شاهد صادق، فالصدق على سته اوجه: فالاول الصدق فى اللسان، فى المحاورات و المخاطبات، و الثانى الصدق فى المناجات، و الثالث الصدق فى النيه و العزم، و الرابع الصدق فى الوفاء و العهد، و الخامس الصدق فى الاحوال، و هو ان لا يظهر خلاف ما فى قلبه، و السادس الصدق فى المجاهده، و هو انه لا يقنع بظواهر الفضايل، كما قال الله، تعالى: انما المومنون الذين آمنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا فى سبيل الل
ه باموالهم و انفسهم، اولئك هم (117 ر) الصادقون.قوله: صامت ناطق، اى ينطق بالقلب و لسان الحال، و الله اعلم.