خطبه 049-صفات خداوندى
قوله: و دلت عليه اعلام الظهور، يعنى دلت عليه الدلالات الظاهره.قوله: فلا عين من لم يره، يعنى لا يحصل معرفه الله ضروره، قال قوم: لا يخيله و لا يمثله (68 ر).قوله: سبق فى العلو فلا شى ء اعلى منه.قال قوم: هو واحد لا مثل له.و قال قوم سبق فى الوجود، فليس له جنس عال اعلى منه.قوله و قرب فى الدنو فلا شى ء اقرب منه.قال قوم: اى قربت باحسانه و انعامه و الطافه و افعاله، و كونه عالما بكل شى ء.قوله: استعلاوه باعده عن خلقه، اى انه ليس بعال من جهه المكان و الجهه، لانه ليس بجسم و لا فى جسم، فلم يكن علوه بعدا من جهه المكان.قوله: و لا قربه ساواهم فى المكان به، لان قربه ليس بقرب مكانى.قوله: لم يطلع العقول على تحديد صفته، قيل: على تحديد صفه وجوده، فانه لاحد من طريق الجنس و الفصل للوجود.و قيل لاحد لوجوده من طريق الابتداء و الانتهاء.قوله: و لم يحجبها عن واجب معرفته، معناه ما من عاقل الا و يعرف ان ممكن الوجود يحتاج الى موجد هو واجب الوجود يوجده، و محدث يحدثه.قوله: فهو الذى يشهد له اعلام الوجود على اقرار قلب ذى الجحود.قال الامام الوبرى: يحتمل ان الادله تدل على ان الله، تعالى، موجود، و تقرر فى عقل كل عاقل انه لابد للصنع من صانع.فهذا القدر من العلم عند كل عاقل ان هذا العالم لابد له من محدث.لظهور اعلام الحدث.فهذا علم جمله عند كل عاقل.و يحتمل ان الكافر و ان كان منكرا بلسانه الصانع، فقلبه يشهد على الصانع، لانه فعل محكم متقن، و الدلاله تشبه بالمقر الناطق مجازا.و قال قوم: شهاده اعلام الوجود ما ذكرناه من ان ثبوت البارى تعالى و برائته عن الصمات لم يحتج الى تامل لغير نفس الوجود.و قد سبق ذلك.