قوله: من ضرب يده على فخذه احبط اجره، قال لان ذلك من شده الجزع عند المصيبه، و هذا انما ياتى من ترك الرضا بقضاء الله، تعالى، و ذلك يحبط الثواب لا محاله، لان الرضا بقضاء الله ركن من اركان الايمان.
حکمت 137
قوله: كم من صائم ليس له من صيامه الا (الجوع و) الظما، و كم من قائم ليس له من قيامه الا (السهر و) العناء، اراد بالقائم المصلى، هذا هو القائم الذى يمسك عن الطعام و الشراب و النكاح و لا يمسك عن المعاصى و الفواحش.و المراد بالصوم ما ذكرناه، و من المصلى الذى يصلى فيه، و قلبه غير حاضر، بل هو متفكر فى الامور الدنياويه.و خص الظما بذلك دون الجوع، لان الظما اغلب على العرب من الجوع بسبب حراره الهواء و غير ذلك.قوله: حبذا نوم الاكياس، لان العاقل اذا جرى على قضايا عقله، يقال له الكيس، و من جرى على قضايا عقله لا يفعل ما يصبر وبالا عليه من المباحات.و للنوم حاله عجيبه، و نوم الاكياس حالات لهم فيها الطاف من الرويا، كما اخبر رسول الله، صلى الله عليه و آله، عن الرويا الصالحه للرجل الصالح.
حکمت 138
قوله: ادفعوا امواج البلايا بالدعاء، الدعاء فى اللغه العباده فى قوله، تعالى: لن ندعو من دونه الها، اى لن نعبد.و الدعاء هو الاستعانه و الاستغاثه، قال الله، تعالى: قل ادعوا شهدائكم، استعينوا بالهتكم.قوله: و ان يدع مثقله الى حملها، اى يستغيث.و قال الخليل: سمعت اعرابيا يقول لاخر: دعاك الله، اى عذبك و اماتك.و فى الحديث: النار تدعو اهلها، اى تصيبهم انواع عذابها.و فى قول النبى، عليه السلام: الفقه فى الانصار و الدعوه فى الحبشه، يعنى الاذان.و المراد بذلك تفضيل بلال الموذن.قال القفال الشاشى: من البلاء بلاء مقدر، قدره الله، تعالى، على وجه: ان دعا العبد ربه، دفع عنه، و ان ترك الدعاء، اصابه.اقول نظير ذلك حراره الشمس فى بعض الاوقات على وجه: ان تحرك المرء عنها، و انتقل الى الظل، و ان ترك التحرك و الانتقال و غير ذلك، سودت وجهه.و من غايه الدعاء قول النبى، عليه السلام: رب اشعث ذى طمرين لا يوبه به، لو اقسم على الله لابره، منهم (204 ر) البراء بن عامر.