شرح نهج البلاغه

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

نسخه متنی -صفحه : 365/ 202
نمايش فراداده

خطبه 165-تحريض به الفت با يكديگر

قوله: و لا عن الله تعقلون، اى لا تعقلون معنى امره و نهيه.

و ذلك لان الغرض المقصود من الفعل تمييز الحق من الباطل، فمن لم يميز بينهما، فهو كمن لا يعقل.

و هذا كما روى عن رسول الله، صلى الله عليه و آله: ليس العاقل من عقل ديناره و درهمه، انما (136 ر) العاقل من يعقل عن الله امره و نهيه.

و لذلك سمى الله الكفار و الجهال صما و بكما و عميا، و نفى عنهم العقل فى وصفه لهم بانهم لا يعقلون فى كثير من المواضع.

قوله كقيض بيض فى اداح يكون كسرها وزرا و يخرج حضانها شرا، قيل هذا تشبيه بتقويم الجاهل، فان الجاهل الجانى عن الحق المعاند او المتعنت الذى لا يرجى له ارعواء، مثله كالبيض فى اداحى، اذا سلمت من الكسر و الفساد، اخرجت حيوانا مضرا مفسدا، و ان كسرت اتقاء لما يعقب من الشر، كان كسرها اثما.

فكذلك اذا قوم الجاهل، و اعيد الى العلم و اخلاق العقلاء فى الاهتداء و الاستقامه، لم يكن كذلك، و لم يجز عليه اختيارا.

فلا وجه الا ان ينفى عن الارض بالقتل و الاهلاك.

و لا يخلو ذلك عن التعدى و الظلم، فيصعب فى مثل ذلك مراعاه الحدود.

و ان ترك على حاله، ادى ذلك الى فساد عظيم، اما من جهته، او ذريته، او من حوله من اتباعه.

و قد نبه الله، تعا لى، على ذلك حيث قال، تعالى: انما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله.

فورد الايه فى قطاع الطريق، نهبت على حكم الجناه الذين دونهم على حسب جناياتهم.

قوله: قزع الخريف، القزع قطع من السحاب رقيقه، الواحده قزعه.

قال الشاعر: كان رعاله قزع الجهام.

قوله: رص طود و لا حداب ارض.

الرص للدق الجريش.

و الحداب جمع الحدب و هو مرتفع من الارض، قال الله، تعالى: و هم من كل حدب ينسلون.

قوله: يذعذعهم الله فى بطون اوديته، يقال ذعذعته، فتذعذع، اى فرقته فتفرق.

قول و ايم الله ليذوبن ما فى ايديهم بعد العلو و التمكين، كما تدوب الاليه على النار.

ذلك الخبر عن انقارض دوله بنى مروان و فناء رجالهم و اموالهم.

كما حكى انه لما صفا الامر لعبد الله ابى العباس السفاح الملقب (136 پ) بابن الحارثه، مضى اليه سديف بن (مهران بن) ميمون الشاعر، و كان من موالى بنى العباس.

فلما سلم عليه بالخلافه و سمع الجواب، قال سديف قلت كثيرا: اللهم قد استحصد زرع الباطل، و استوثق طريده، فاتيح له يد الحق، تهشم سوقه و تستاصل شافته و عروقه، و الان استجاب، و له الحمد و هو ارحم الراحمين.

ثم نظر و وجد بنى اميه جلوسا بين يدى السفاح، و ابوالغمر عمرو بن هشام بن عبدالملك معه على السرير.