شرح نهج البلاغه

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

نسخه متنی -صفحه : 365/ 247
نمايش فراداده

خطبه 225-چرا مردم مختلفند؟

قوله: انما فرق بينهم مبادى طينهم، قال بعض الاطباء سبب تفاوت الناس سبعه اشياء.

اولها اختلاف الا مزجه و تفاوت الطبيعه و اختلاف الخلقه، كما قال رسول الله، صلى الله عليه و آله و سلم، ان الله، تعالى، لما اراد خلق آدم، امر ان يوخذ قبضه من كل ارض.

فجاء بنو آدم على قدر طينها الاحمر و الابيض و الاسود و السهل و الحزن و الطيب و الخبيث.

و قال اميرالمومنين: من سبخ الارض و حزن تربه و سهلها، فهم على حسب قرب ارضهم يتقاربون، و على قدر اختلافهم يتفاوتون.

و قال الله، تعالى: هو الذى يصوركم فى الارحام كيف يشاء.

و الثانى اختلاف احوال الوالدين فى الصلاح و الفساد.

و ذلك ان الانسان قد يرث من ابويه آثار ما هما عليه من جميل السيره و الخلق او قبحهما، كما يرث مشابهتهما فى خلقهما، قال الله، تعالى (160 پ): و كان ابوهما صالحا.

و الثالث اختلاف محل ماده الانسان، كما قال النبى، عليه السلام: تخيروا لنطفكم، و قال: الناكح غارس، فلينظر اين تضع غرسه، و قال: اياكم و خضراء الدمن.

قيل: ما خضراء الدمن؟ قال المرائه الحسناء فى المنبت السوء.

و الرابع اختلاف ما يتفقد به من الرضاع و من طيب المطعم.

و للرضاع تاثير عجيب، لقول النبى، عليه السلام:

الرضاع يغير الطباع.

و يقول العرب: لله دره.

الخامس اختلاف احوالهم فى تاديبهم و تعويدهم العادات الحسنه و القبيحه.

فحق الوالد ان يوخذ بالاداب الشرعيه، و اخطار الحق بباله، و تعويده فعل الخير، كما قال، عليه السلام: مروهم بالصلوه لسبع.

و يجب ان يصان عن مجالسه الاشرار.

فانه فى حال صباه كالشمع يتشكل بكل شكل.

السادس اختلاف من يتخصص به، و ياخذ طريقته.

و السابع اختلاف اجتهاده فى تزكيه نفسه بالعلم و العمل، حتى استقل بنفسه.

فهذه اسباب اختلاف الناس.