قوله: فيستوى الصانع و المصنوع و يتكافا المبتدع و البديع، هذا يرد على الذين يقولون: ان العالم معلول، و المعلول لا ينفك عن العله.
و يقولون ان البارى عله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
قوله لا بلفظ، لان اللفظ ما يلفظ (167 پ) من الفم، تعالى الله عن ذلك.
قوله يحفظ و لا يتحفظ، و الحفظ من الله دفاعه المكاره عن عباده، و التحفظ (صيانه النفس عن المكروه، تعالى الله عن ذلك).
قوله: يريد و لا يضمر، لان الاضمار احداث اراده فى القلب و انطواء القلب عليها.
قوله: يحب و يرضى من غير رقه، الداعى للعباد الى المحبه رقه القلب و ضعفه عن احتمال ما يلقاه غيره من الشده و سوء الحال.
قوله: و يغضب من غير مشقه، الغضب فى عباده، غليان دم القلب، و لا يكون ذلك الا عن مشقه، تعالى الله عن ذلك.
و الغضب عند المتكلمين اراده الاضرار بالغير او كراهه نفع له، فيرضى الله و يحب احسانها و يغضب عدلا.
قوله: (يقول) لما اراد (كونه): كن، فيكون.
قال الامام الوبرى: معناه اذا اراد و شاء، فعل من غير تراخ و انفاك.
قوله: ارساها على غير قرار، لانه لابد للعالم من نهايه، فلو كان لها قرار، لكان الكلام فى القرار كالكلام فى الارض.
و قيل: اى جعل الارض فى الوسط و السماء محيطا بها، و الهواء محيطا بالماء، و النار محيطه بالهواء، و الفلك محيطا بالنار.
قوله: مراحها و سائمها، المراح بضم الميم حيث ياوى اليه الابل و الغنم بالليل، و المراد هاهنا الحيوانات التى تروح الى مراحها.
و السوام و السائم بمعنى و هو المال الراعى.
قوله: و متبلده اممها و اكياسها، يختلف الحيوانات بالكيس و الخرق، فان الغنم شديد الخرق يهيم فى اوجهها لا لمقصود و لا لغرض، و لا يهتدى الى الاستدفاء فى الشتاء، بل ربما افلت من الكن الى البرد.
و اذا مطر الغنم لم يبرح موضعه حتى يهلك، و يتبع التيوس طبعا، و المعز يقف وقوف حيران حتى يجر الراعى واحدا منها بناصيته فيتبعه البواقى.
لكن المعزى اقل كسلا من الشاه و اشد انسا بالناس و اضعف فى البرد.
و الجميع منها فقد يخاف الرعد خوفا شديدا.
و الايل كيس اول ما نبت قرنه بعد الاسقاط، يشمسه ثم يمتحنه على الشجر.
فاذا حك به، و لم يالم، برزعن بواريه واثقا بسلاحه.
و يتداوى من لسع الحيه و من كثره اكلها اياه بالسراطين فياكلها.
و الايل يتبع المطرب و يشغل به (168 ر) حين يدركه الراشق من خلف و ينتظر ارخائها للاذنين، فانهما ان كانت منتصبتين، لم يخف عليها الهمس.
و الحبارى تقاتل الافعى.
و اذا ل سعتها الافعى، تعالج نفسها ببقله، يقال لها الخس.
و ابن عرس يستظهر عند قتال الحيه باكل السذاب، فان السذاب و النكهه السذابيه مما يشمئز منه الافعى.
و اللقلق يداوى جراحته بالسعتر الجبلى.
و القنفذ يحس بالشمال و الجنوب قبل الهبوب، فيسد جحره، و يغير المدخل.
و الخطاف صناع، جدا فى اتخاذ الغش من الطين و الخشبه، و ان اعوزه الطين، ابتل و تمرغ فى التراب، ليحمل جناحاه قدرا من الطين.
و خرق الدحاج بين واضح.
و طاير يقال له: يا فى، يقاتل العقاب، و يغلبه، و يغنى فى غايه اللذه.
و اشجى نياحته ما يكون عند موته، و هو ينوح قبل موته باشجى نياحته، و له الهام من الله، تعالى، عند موته، كانه ينوح على نفسه.
فذلك طرف من خرق الحيوانات و تبلدهم و كياستهم، كما اشار اليه اميرالمومنين، عليه السلام.
قوله: على احداث بعوضه ما قدرت على احداثها.
قال الامام الوبرى ان جنس الجواهر يستحيل كونه من المخلوقين، و لا يقدر على اختراع الاجسام و اتخاذها الا الله.
قوله: مقره بالعجز عن انشائها، هذا هو الذى قررناه ان الله، تعالى، لما اختص بانشاء الاجسام اختص بافنائها.